كما يتأثر بلون الثقافة التي يلم بها صاحبه والمذهب الاقتصادي والاجتماعي الذي ينتمي إليه.
فالمسلم يتمزق من الأسى، عندما يتذكر لحظة ضعف في شبابه شرب فيها كأسا من الخمر بينما يشعر غيره بنشوة عندما يتذكر مثل هذا اليوم. لأنه تربى في مجتمع يبيح الخمر وكم يرتاح المسلم عندما يقسم تركة ميت، حسب الشريعة الإسلامية الغراء بينما يثور الشيوعي لمثل هذا العمل، لأنه يرى ذلك تفتيتاً للتركة، ويجهل هذا المادي أن الإسلام عندما حكم بتقسيم التركة وتفتيتها، أراد من كل وارث أن يستأنف العمل، لإعادة تكوينها، والأمم تبنيها الأيدي العاملة.
فالضمير البشري مع أهميته في حياتنا لا يغني عن رسالات الله، وعقيدة البعث.
وقد سيطرت فكرة الاكتفاء بالضمير الأخلاقي في العديد من مجالات التنمية حتى تسربت إلى الكثير من المساجد، فعشنا سنين طوال، لا نكاد نسمع ذكر الجنة والنار، في المواعظ والخطب، فقد قال لي أحد أساتذة الدين الإسلامي، بالجامعات العربية: أنه ناقش رسالة علمية في العقائد، فلم يجد فيها ذكرا للجنة والنار، وقد انعكس هذا الإهمال المتعمد على سلوك الكثير من المسلمين.. الذين نظموا أعمالهم في الدنيا بمعزل عن عقيدة الآخرة..
وعلي كل مصلح أن يعيد النظر فيما يقدم للشباب.
دعوة جديدة يُراد إحلالها محل عقيدة الآخرة، وأول ما يوجه لها من نقض أنها دعوة خاصة، فليس كل الناس فلاسفة. وقضية الحاجة إلى الضوابط السلوكية، قضية عامة.
من ناحية أخرى فنحن نرى نتائج الفلسفة المعاصرة أضل أتباعه وما هدي..