قال تعالى: (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ)

قال الزمخشرى: (ثم ذكرمن بدائع خلقه انقداح النار من الشجر الأخضر مع مضاداته للماء وانتفائها به وهى الزناد التي توارى بها الأعراب وأكثرهم من (المرخ والعفار) وفى أمثالهم في كل شجر نار. واستمجد المرخ والعفار , يقطع الرجل منهما غصنين مثل السواكين وهما خضرا وأن يقطر منهما الماء فيسحق المرخ على العفار فتنقدح النار بإذن الله)

وقال الطبري: بين سبحانه أن من قدر على أن يجعل من الشجر الذي هو في غاية الرطوبة نار حامية مع مضادت النار للرطوبة قادر على الإعادة والبعث. (نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ)

جعل لنا نار الدنيا تذكرة للعقلاء بنار الآخرة.

روى الإمام مالك عن أبى هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم وضربت في البحر مرتين ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد"

وفى رواية البخاري ومسلم أن الصحابة سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا رسول الله: إن كانت لتكفى أي نار الدنيا فقال - صلى الله عليه وسلم -: "والذى نفسه بيده لقد فضلت عليها بتسع وستين جزء كلهن مثل حرها".

(وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ)

للمقوين: للمسافرين في القواء وهو المكان الخالى والمنزل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015