وقال سالم بن قتيبة: "ما تكبر في ولايته إلا من كبرت عنه، ولا تواضع فيها إلا من كبر عنها"1.
وقد كان للشافعي صديق تولى إمرة بعض البلاد، فتغيرت عاداته عما كانت عليه، فكتب إليه الشافعي يقول:
اذهب فودك من فؤادي طالق
...
أبدا وليس طلاق ذات البين
فإذا ارعويت فإنها تطليقة
...
ويدوم ودك لي على ثنتين
وإذا رجعت شفعتها بمثلها
...
فتكون تطليقتين في حيضين
وإذا الثلاث أتتك مني بتة
...
لم تغن عنك ولاية السيبين2
قال يحيى بن الحكم: "والله لقد ولي الحجاج، وما عربي أحسن أدبا منه، فطالت ولايته، فكان لا يسمع إلا ما يحب، فمات وإنه لأحمق سيئ الأدب"3.
9ـ العزل:
فكما أن الولاية تحدث في الأخلاق تغيرا فكذلك العزل؛ فقد يسوء به الخلق، ويضيق به الصدر، إما لشدة أسف، أو لقلة صبر4.
ولهذا فمن من مقومات صاحب المروءة ألا تطيش به الولاية في زهو، ولا ينزل به العزل في حسرة.