سوء الخلق (صفحة 169)

وما استصفاه أحد إلا ظن أنه أكرم الناس عليه، وكان يعطي كل من جلس إليه نصيبه من وجهه، وسمعه، وحديثه، ولطيف محاسنه وتوجهه.

ومجلسه مع ذلك مجلس حياء وتواضع وأمانة.

ولقد كان يدعو أصحابه بكناهم؛ إكراما لهم، واستمالة لقلوبهم، وكان يكني من لم تكن له كنية، فكان يدعى بما كناه به، وكان ـ أيضا ـ يكني النساء اللاتي لهن الأولاد، واللاتي لم يلدن يبتدئ لهن الكنى، ويكني الصبيان، فيتسلين به قلوبهم.

وكان أبعد الناس غضبا، وأسرعهم رضا، وكان أرأف الناس بالناس، وخير الناس للناس، وأنفع الناس للناس، وكان لا يشافه أحد بما يكرهه.

هذه بعض أخلاقه وشمائله، ورزقنا الله حسن اتباعه، والاتساء به، والاهتداء بهديه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015