سوء الخلق (صفحة 167)

يلبس ما وجد، فمرة شملة، ومرة برد حبرة يمانيا، ومرة جبة صوف، فما وجد من المباح لبس.

يركب ما أمكنه، مرة فرسا، ومرة بعيرا، ومرة بغلة شهباء، ومرة حمارا، ومرة يمشي راجلا حافيا.

يجالس الفقراء، ويؤاكل المساكين، ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم، ويتألف أهل الشرف بالبر لهم، يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم.

لا يجفو على أحد، يقبل معذرة المعتذر إليه، يمزح ولا يقول إلا حقا، يضحك من غير قهقهة، يسابق أهله، ترفع الأصوات عليه فيصبر.

وكان لا يمضي له وقت في غير عمل لله ـ تعالى ـ أو فيما لا بد له منه من صلاح نفسه.

لا يحتقر مسكينا لفقره وزمانته، ولا يهاب ملكا لملكه، يدعو هذا وهذا إلى الله دعاء مستويا، قد جمع الله ـ تعالى ـ له السيرة الفاضلة، والسياسة التامة، وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب.

نشأ في بلاد الجهل والصحارى في فقره، وفي رعاية الغنم يتيما لا أب له، فعلمه الله ـ تعالى ـ جميع محاسن الأخلاق، والطرق الحميدة، وأخبار الأولين والآخرين، وما فيه النجاة والفوز في الآخرة، والغبطة والخلاص في الدنيا، ولزوم الفضل، وترك الفضول.

ما شتم أحدا من المؤمنين بشتيمة إلا جعل لها كفارة ورحمة، وما لعن امرأة قط ولا خادما بلعنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015