سوء الخلق (صفحة 162)

المداراة، ولم يكونوا فيما نقرأ عنهم يتلطخون برجس المداهنة.

وما شاعت المداهنة في جماعة إلا تقلصت الكرامة في ديارهم، وكانت الاستكانة شعارهم ودثارهم.

ومن ضاعت كرامتهم، وداخلت الاستكانة نفوسهم ـ جالت أيدي البغاة في حقوقهم، وكان الموت أقرب إليهم من حبال أوردتهم.

وإذا كان الأمر كذلك فإن من واجب أساتذة التربية وعادة الإصلاح أن يعنوا بجهاد هذا الخلق المشؤوم حتى ينفوه من أرضنا، وتكون أوطننا ومدارسنا منابت نشء يميزون المداهنة من المداراة، فيخاطبون الناس في رقة، وأدب، وشجاعة، ويحترمون من لا يلوث أسماعهم بالملق، ولا يكتمهم الحقائق، متى اتسع المقام لأن يحدثهم بصراحة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015