فرجع وأخذ الجعل، فقيل له: إن أتيت عمر بن الزبير فقل1 له مثل ما قلت لمعاوية أعطيناك كذا وكذا.
فأتاه فقال له ذلك، فأمر بضربه حتى مات.
فبلغ معاوية، فقال: أنا والله قتلته، وبعث إلى أمه بديته، وأنشأ يقول:
ألا قل لأسماء المنى أم مالك ... فإن لعمر الله أهلكت مالكا2.
"وروي أن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة خرج ليلة في السحر إلى المسجد ومعه حرسي، فمرا برجل نائم على الطريق، فعثر به، فقال: أمجنون أنت؟ فقال عمر: لا، فهمّ الحرسي به، فقال عمر: مه، فإنه سألني: أمجنون أنت؟ فقلت: لا"3.
"وقيل: وجاء رجل إلى الأحنف بن قيس فلطم وجهه، فقال: بسم الله، يا بن أخي ما دعاك إلى هذا؟
قال: آليت4أن ألطم سيد العرب من بني تميم.
قال: فبر بيمينك، فما أنا بسيدها، سيدها حارثة بن قدامة.
فذهب الرجل فلطم حارثة، فقام إليه حارثة بالسيف فقطع يمينه.