ضعيف الارادة، لأنه بصيامه قد تغلب على أكبر عدو له، وهو نفسه التي قد تسوقه إلى ما فيه هلاكه عندما تحل به إحدى مآسي هذه الحياة ومشاكلها، فقد رأينا غير المسلمين من هذه الأمم التي نساكنها في هذه الحياة، عندما تضيق بالواحد منهم سبل حياته، أو تصادفه في طريق حياته إحدى العقبات، سواء كان منشؤها من نفسه هو أو من أسرته، أو من حكومته، أو من مجتمعه، فإنه يضعف عن مقاومة تلك الشدائد والمآسي، وهنا لا يخطر بباله ولا يرى أمامه الا أن يتخلص منها بالانتحار وقتل نفسه والقضاء على حياته ليستريح مما هو فيه من عناء وأزمات وصدمات، لأنه لم يقو على التغلب عليها، وليس له إيمان بربه مبدل الأحوال من حال إلى حال، وتسأل لم أقدم على هذا؟ الجواب واضح لأنه لم يتعود الصبر وتحمل تقلبات الزمان، ولهذا تجد جريمة الانتحار التي شاعت بين الأمم في الزمان الأخير، قليلة ونادرة في الأوطان الإسلامية، لما ذكرنا من تأثير فعل الصيام في المسلمين، لأنه عودهم الصبر وتحمل ما يشق على النفوس، والقرآن ينهى عن قتل النفس والانتحار ويقول: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} (?).
وأيضا فإن غير المسلم لا يؤمن بأن له ربا ومالكا هو وحده بيده تصريف الأمور، من سعادة إلى شقاوة وبالعكس من