سهام الاسلام (صفحة 98)

تتهذب به نفسه وتترفع عن النقائص التي تقدح في كرامة المسلم، وتتحلى بحلية الأخلاق الإسلامية والإنسانية العالية، فيكف لسانه وجوارحه عن خسيس الأقوال وسيئ الأعمال، فلا رفث ولا لغو ولا فحش ولا بذاءة، لا ينطق الا بطيب القول وحميد الكلام، ولا يفعل الا ما يرضي الله ورسوله وصالح المؤمنين، بين ذكر لله تعالى، وتلاوة لكتابه العزيز، إلى المحافظة على الصلوات في أوقاتها، وخاصة قيام الليل الذي يتمثل في صلاة التراويح في المساجد التي يسرع إليها عمارها في كل ليلة منه يستمعون إلى كلام الله، ويتعظون ويتزودون من كلام خالق الأكوان ومدبر شؤون هذا العالم الواسع الارجاء، والذي يدل على قدرة الصانع العليم الخبير، ومهيئى هذه الفرصة لعباده المؤمنين، ليقوموا بشكره وطاعته المتمثلة في العمل بما في شرع الله القويم، وهديه وصراطه المستقيم وليهظروا للناس بأنهم أشبه بملائكته المكرمين العابدين له الطائعين لأوامره الراكعين الساجدين له في كل وقت وحين ليس لهم ما يشغلهم عن ذلك، وهنا يظهر المسلم أنه مثل الملك النوراني في غنى عن الأكل والشرب زكت روحه وتطهرت بصيامه لله، وإمساكه عن كل ما يفسد عنه تشبهه بملائكة الرحمن.

ان الصوم نعم المربي للمسلم، يربي فيه العزيمة والارادة والصبر والصدق، وبهذه الصفات يستطيع التغلب على جميع الصعاب التي قد تصادفه في مسيرة حياته، كما يرفع الإنسان إلى درجات القادة ذوي العزائم الفولاذية غير جبان ولا خوار ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015