المرسلين، كما أمره الله بها وأن يدعو الناس عموما إليها، فقال تعالى آمرا رسوله بالجهر بها: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (?).
هذه الدعوة الموجهة من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر ربه إلى أهل الكتاب - اليهود والنصارى - لا زالت قائمة إلى اليوم والمطالب بالقيام بها هم المسلمون الصادقون أنصار الإسلام ودعاة التوحيد وحب الخير إلى جميع عباد الله، لأنه دعاهم ليعبدوا الله وحده ولا يشركوا به شيئا كيفما كان أصله ونوعه، فالمسلمون كلهم فيها سواء متساوون لا يفضل أحد على أحد الا بطاعة الله واتباع شرعه الذي شرعه لعباده.
روى ابن جرير الطبرى - رحمه الله - عند تفسيره لهذه الآية {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (?) بسنده إلى قتادة رضي الله عنه قال: "والإسلام شهادة أن لا اله إلا الله، والاقرار بما جاء به - يعني رسول الله - من عند الله، وهو دين الله الذي شرع لنفسه وبعث به رسله، ودل عليه أولياءه، لا يقبل غيره ولا يجزى الا به" وعلق على هذا الأستاذ أحمد شاكر فقال: قوله "بما جاء به" الضمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،