كأنه قال "شهادة أن لا اله الا الله، وأن محمدا رسول الله" ولا تتم شهادة الا به، وهكذا ذكره السيوطي رحمه الله في الدر المنثور ج 2 ص 12 ونسبه إلى عبد بن حميد أيضا بهذا اللفظ.
وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله - في تفسيره - القيم - لهذه الآية {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}: والإسلام هو توحيده سبحانه.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: افتخر المشركون بآبائهم، فقال كل فريق: لا دين الا دين آبائنا وما كانوا عليه، فأكذبهم الله تعالى فقال: {إن الدين عند الله الإسلام} يعني الذي جاء به محمد، وهو دين الأنبياء من أولهم إلى آخرهم، وليس لله دين سواه، كما قال: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} التفسير القيم لابن القيم.
ويتضح لنا من كل هذا أن هذا الدين - الإسلام - هو الدين الذي أرسل به رسله الأكرمين من أول رسول منهم إلى آخرهم، وكلهم جاءوا بتوحيد الله عز وجل وطاعته في كل ما أمر به ونهى عنه - ومن شذ عن هذا شذ في النار - فدين التوحيد - الإسلام - هو دين رسل الله وأتباعهم، وأنه لم يكن لله - قط - دين غيره.
فتوحيد الله سبحانه وتعالى واجب على كل أحد، ولا يكون هذا الا بالإسلام والطاعة لله وحده في كل شيء والانقياد والخضوع لأحكام شرع الله المدبر الحكيم، فلا طاعة ولا عبادة