{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} فمن كان مؤمنا بالله موحدا لربه وخالقه فقد ساهم بنفسه في نشر وإذاعة التوحيد الذي هو الحق، ودين التوحيد هو الذي لا يقبل من أحد من خلق الله أي عمل من أعمال الطاعات والقربات إلا إذا كان العامل له موحدا لربه وخالقه مخلصا له في فعله وطاعته، فكل دين يدان الله به لابد أن يكون مما شرعه الله لعباده وأمرهم باتباعه كي يعبدوه به لا بسواه من سائر الأديان والشرائع التي لا توافق ما جاء من عند الله سبحانه وتعالى، كما قال في محكم التنزيل: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (?) وقال: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (?).
فشهادة أن لا اله الا الله، وأن محمدا رسول الله، عليها قام دين الإسلام الذي هو دين جميع الانبياء والمرسلين الذين أرسلهم الله إلى البشر لينقذوهم من ضلال الضالين، ووسوسة الشياطين، وليس لله دين يرضى به سواه، ولا يقبل من أحد غيره، هذه هي الدعوة التي دعا إليها جميع الرسل الكرام، ونادوا بها في قومهم وأتباعهم، وقد نادى بها ودعا إليها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، أسوة بمن سبقه من أمثاله