سهام الاسلام (صفحة 32)

بين أمم العالم إذا عملوا بما حواه من مأمورات، واجتنبوا ما نهاهم عنه من منهيات ومنكرات، فإذا حموه ودافعوا عنه وأذاعوه في الناس - فالخير أرادوا - فقد فازوا فوزا عظيما، ونجحوا في حياتهم هذه نجاحا كبيرا، وكان في ذلك كله قوة لهم، لا يستغنون عنها أبدا، وتاريخ السلف الصالح في صدر الإسلام الحجة الواضحة واللسان الصادق الذي لا تخفى على ذوي الألباب آثاره.

لذا قلت - فيما رأيت - أن الإسلام يشبه الشركة - التجارية أو الصناعية - ذات الأسهم المالية في عصرنا هذا، فإذا قام المساهمون فيها قيام رجل واحد، بعزم وصدق وإخلاص، وغذاوها بأموالهم وأعمالهم ونشاطهم واجتهداوا في إنجاحها، وأتعبوا أنفسهم من أجلها - ليعم خيرها ونفعها - أصابوا منها خيرا كبيرا، وربحا عظيما - لهم ولمن انتفع منها - ودرت عليهم بالفوائد الجمة والأموال الغزيرة وعاشوا عيشة السعداء، فهكذا الإسلام تماما، فبقيام المسلمين بالعمل به والدعواة له ونشره بين العباد يعظم لهم الأجر والثواب والربح في الدنيا والآخر ولجميع بني الإنسان، وإن تركوا - الشركاء - شر كتهم مهملة، فلم يمدوها بما يملكون من طاقات مالية وجهود فكرية وبدنية، لو كان من بين المساهمين فيها من يعمل لفائدة غيرها، أو يسعى - بجهله - لتعطيلها أو إضعافها، فإن هذه الشركة تخسر ولا تنجح أسهمها، وتضعف عن مقاومة تيارات الشركات الأخرى المنافسة والمزاحمة لها ولفوائدها وللمساهمين فيها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015