سهام الاسلام (صفحة 31)

بها المال الوافر والغنى الكبير، فتضيق عليها الخناق ولا تزودها بما هي في حاجة إليه إلا بمقدار ضئيل ومحدود مما هي في حاجة إليه لتسيير مؤسساتها، ليبقى المجال لها يوحدها، لتستعمل فيه عملاءها وخدامها وأذنابها، كي يحافظوا على بقائها ودوامها ممسكة بأزمة الأمور، فتكون هي الشركات وتضفي عليها اسم "الوطنية" والواقع أنها ملك للدولة، فكأن الشركات التي يمتلكها المواطنون غير وطنية، والذين يمتلكونها ويسيرونها كأنهم أجانب عن الوطن، وهذا اصطلاح في النطق والإطلاق يثير الضحك والسخرية. وبهذه المعاملة الشاذة ينتج الحد من نشاط النبهاء العاملين.

إن الله تعالى وتقدس الخالق لكل شيء، ومن مخلوقاته هذا الإنسان الذي سخر له كل شيء يمكنه الاستفادة منه، لم يترك هذا الإنسان يشقى في حياته فاعتنى به عناية عظمى ترفع من شأنه ومنزلته، فأرسل الرسل بالشرائع ليهديه بها إلى السبيل السوي الأقوم، حتى لا يضل ولا يشقى، فيخسر الحياة الكريمة وما تجلبه له من الراحة والسعادة، فهو قد وهبه عقلا يفكر به، ويدبر شؤونه بفكره وعقله، فيفعل ما يراه حسنا نافعا له في حياته كلها، لائقا بكرامته، ككائن حي خلق ليحيى ويسعد، فيجتنب ما يعلم أن فيه مضرته وشقاوته ما وسعه ذلك.

إن الدين الإسلامي النقي من كل أدناس العقائد والأعمال المدنسة لروحه، قد وجه المسلمين إلى ما يرفع من درجاتهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015