ويجعلونها ذريعة لتهمة من أرادوا التنكيل به أو القضاء عليه، فبواسطتها يتم لهم هذا، فكل بادرة تظهر من أي جماعة تعمل أو تقول أو تنادي بالعودة إلى الشريعة الإسلامية إلا وسلطت عليها هذه التهمة من جماعة تحمل في قلبها العداوة والبغضاء للدين الإسلامي، فتوشي بهم إلى السلطة المحلية، وهذه تنزل بهم أشد العقاب، كما فعل جبار مصر الهالك (جمال عبد الناصر) بجماعة الإخوان المسلمين في القاهرة سنة 1966 حيث أنزل عليهم أقسى العقوبات، فسفك دماءهم وعذبهم بما لم ينقل حتى عن أعدى الأعادي للمسلمين، وعاملهم معاملة جبابرة القرون الوسطى، فيما حكاه التاريخ عنهم، ولم يفرق بين كبير وصغير أو ذكر وأنثى، ولم يرحم شيخا لكبر سنه، ولا مريضا لمرضه، حسب أمر تلقاه من الملاحدة، فقد شرد جماعة كانت تدعو إلى الله على بصيرة، وتعمل وتحارب الكفر والإلحاد، وتدعو لتحكيم القرآن وتطبيق شرع الله، وهذا ما يرغب فيه كل مسلم مؤمن بربه، وهل في هذا خطر على أحد إلا على الشيطان وأعوانه؟ وكانت العقوبات تنزل عليهم وكأنهم أعداء الله وأعداء الدين والوطن بلا شفقة ولا إنسانية، وكل هذا قد دخل في طي التاريخ وسجله، وسيجد جزاءه عليه يوم "القيامة" يوم يقف بين يدي خالقه، ويا ويله من ذلك اليوم الذي لا يجد فيه وليا ولا نصيرا ولا معينا ولا شفيعا، بل لا يجد إلا الحساب العسير والجزاء العدل على الأعمال الواقعة من البشر في هذه الحياة الغرارة، فعذاب الله ينتظرهم كما عذبوا هم عباد الله الضعفاء يعذبهم الله،