سهام الاسلام (صفحة 209)

"فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم" أخرجه مسلم عن عمر بن عوف الأنصاري.

وبناء على هذا فإنه لا يستطيع تحمل نفقات الانتقال من بلد إلى بلد أو من وطن إلى وطن، أو من قارة إلى أخرى إلا أحد هذين - المذكورين - / الحكومات الإسلامية أو الهيآت الدينية، وإذا جئنا إلى ميدان التطبيق وجدناه غير ممكن الآن، سواء من جهة الحكومات، أو من جهة الهيآت الدينية، ولماذا لا يمكن يا ترى؟ لأن الحكومات الإسلامية غير متجهة للدين ولا هي مهتمة به بتاتا، وقد رأيناها تضيق عليه المسالك في بلدانها، وتسد وتغلق في وجهه أبواب التوسع والانطلاق، وتتوجس منه خفية ومن الدعاة إليه كذلك، وتصدهم عن مهمتهم بكل وسيلة، وتراهم خطرا على بقائها، فهي تتهمهم بأنهم ما قاموا بدعوتهم الدينية إلا لأنهم يحاولون ويعملون للاستيلاء على السلطة والحكم، وهذا مجرد اتهام لا حجة واقعية عليه، هذا من جهة الواقع، أما من جهة النظر، فهل الحكم والحكومة موقوف على حضراتهم فقط؟ أما الجماعات أو الهيآت التي تتولى الدعوة للدين فإنه لا يتوفر لديهما المال الكافي الذي تنفقه على الوفود في تنقلاتهم ومصاريفهم وغيرهما.

وإلى جانب هذه المثبطات فقد شاعت بين حكام المسلمين في هذا الوقت تهمة "الإخوان المسلمين" التي يتذرع بها كل الحكام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015