حديث حسن، ولاحظ على سنده بأن مسلم بن يسار لم يسمع من عمر، وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلا مجهولا، وقال بعض رجال الحديث أن هذا الرجل المجهول هو نعيم بن ربيعة الأزدي، والمعروف عن الإمام مالك رحمه الله أنه يتحرى في نقله للأحاديث، وإذا رأى واحدا مجهول الحال فإنه يهمله من السند.
والحديث روي من طرق متعددة ومختلفة، وكلها تؤيد وتفسر ما جاء في الآية الكريمة، ومنها حديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي أخرجه الإمام أحمد والنسائي والحاكم، وهو (إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان يوم عرفة، وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قبلا قال: ألست بربكم؟ قالوا: بلى) أي أنت ربنا.
فندرك من كل ما تقدم أن الدين الحق هو دين التوحيد، وهو ما وافق خلقة الإنسان وجبلته وطبيعته التي خلقه الله عليها، ولهذا كان ديننا "الإسلام" الحنيف دين الفطرة والخلقة الأولى للإنسان، ليس فيه وثنية ولا أحكام إلا يقبلها العقل السليم من المؤثرات الخارجة عن أصل الخلقة، والتي لا تستسيغها الطبائع البشرية السليمة، كما نرى ذلك في غيره من الأديان الغابرة والحاضرة من أعمال وتشريعات تخالف تماما العقل النير الصافي، ذلك لما طرأ عليها من تحريف أتباعها.
وتظهر الفطرة السليمة في الإنسان البدوي البعيد عن الحضارة البشرية، وهو الذي لم يتلق العلم في المدرسة، ولم يكن ممن