نشأ في المجتمعات المتحضرة، فقد سئل بعض الأعراب: ما الدليل على وجود الرب تعالى؟ فأجاب: يا سبحان الله. (إن البعرة لتدل على البعير، وإن أثر الأقدام ليدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، ألا يدل ذلك على اللطيف الخبير؟) فقد اهتدى هذا الأعرابي البدوي بفطرته السليمة البسيطة على وجود الصانع لهذا العالم، في حين لم يهتد إلى هذا فلاسفة هذا العصر المادي وكبار العلماء من مخترعي الذرة والصواريخ الدافعة للمركبات الفضائية، والصواريخ الجهنمية المحطمة لما بنته وشيدته يد وعقل الإنسان، فقالوا فيما قالوا: (لا إله والحياة مادة) .. اهتدى بآثار صنع الله في هذا الكون.
فجاء الإسلام بما يوافق ما تتطلبه الفطرة السليمة، التي لا زالت على سلامتها وبساطتها، لم تدنس بدنس الإيحاء الشيطاني، فيأمر الإسلام بالاعتراف بوجود الإله الواحد القهار القادر العليم الحكيم، الخالق لكل مخلوق الموجود لكل موجود، سبحانه (لا إله إلا الله) فهي أساس كل دين سماوي جاء من خالق الأكوان، وهو رب العالمين كلهم.
***