وقد ذكر المفسرون لهذه الآية أحاديث مروية عن الرسول صلى الله عليه وسلم في تفسيرها، فالمجال هنا ليس للعقل يجري فيه كما يشاء ويريد، بل القول هنا لصاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم، والروايات عنه متعددة، وكلها تحوم حول كيفية أخذ هذا العهد من بني آدم، ونقتصر منها على واحدة رواها الإمام مالك في الموطأ بسنده إلى مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطاب سئل عن هذه الآية {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} (?) قال عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله خلق آدم ثم مسح ظهرة بيمينه، فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للجنة، وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون، فقال رجل: يا رسول الله ففيم العمل؟ قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة، فيدخله الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار، حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله النار) كما أخرجه الترمذي في سننه، وأخرجه أحمد في مسنده وأبو داود والحاكم في المستدرك وقال الترمذي هذا