وهذا ناتج من نور الايمان الذي ملأ قلبه، فهو قد أبصر النور الذي بصره به خالقه الذي قال: {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}، وفاض على حواسه، فأدرك الغاية من هذه الحياة، وأنها مطية يركبها - ولا تركبه هي - لتصل به سالما إلى الحياة الأخرى دار الإقامة يؤمن بالقرآن كلام الله، وبما جاء فيه من رب العالمين، وقد ورد فيه قوله: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} إذ هو الذي أنزل القرآن على رسوله الأمين ليكون للعالمين نذيرا.
قد ذكر بعض العلماء الحكم والفوائد التي يحصل عليها القائم بأداء هذا الركن من أركان الإسلام، والمنافع التي حواها هذا السهم من سهام الإسلام، التي اجتمعت فيه، فكل عالم ذكر ما وصل إليه علمه في هذا الشأن من أخذ الحكم والمنافع من مشروعية الصوم، أهمها وأجلها طاعة الله عز وجل فيما أمر به عباده، وهي غاية ما يطلبه المؤمن بربه، أما ما يستفيده الصائم من صومه غير هذا فذاك أمر حصل من أداء هذا الفرض الجليل، مثل التشبه بالملائكة الكرام، ومثل تربية الارادة والعزيمة في الصائم، والاحساس بألم الجوع وما ينشأ عنه ليتذكر به أخاه الفقير البائس، وخلو المعدة - بيت الداء - طوال أيام هذا الشهر المبارك لتستعيد بهذا نشاطها وعملها بعده، فهذا أمر ظهرت نتائجه وبانت لدى أطباء الأجساد، فصاروا يحذرون