فهذا التَّرْك سُنَة خاصة، مقدمة على كل عموم وكل قياس (?).
المثال الثاني: إسقاط الزكاة من الخضر والبقول مع وجوب الزكاة فيها بعموم قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريًا العشر، وما سُقِي بالنضح نصف العشر» (?) لأن عدم نقل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ الزكاة منها يُنَزَّل كالسُنَّة القائمة في أن لا زكاة فيها.
المثال الثالث: تَرْكه - صلى الله عليه وسلم - استلام الرُّكنين الشاميين، وغيرهما من جوانب البيت.
وقد ورد في ذلك أن ابن عباس ومعاوية - رضي الله عنهما - طافا بالبيت فاستلم معاوية - رضي الله عنه - الأركان الأربعة, فقال ابن عباس - رضي الله عنهما - إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يستلم إلا الركنين اليمانيين, فقال معاوية - رضي الله عنه: ليس من البيت شيء متروك, فقال ابن عباس - رضي الله عنهما: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] فرجع إليه معاوية - رضي الله عنه (?).