(مسارحُ آرام ملاعِبُ صِبْيَةٍ ... مطاردُ فرسانٍ معاطنُ أجمالِ)

(مواردها عدٌّ وعشبُ رياضِها ... أثيثٌ سقَاهُ الجودُ من فرغِهِ الدالِى)

(عفَتْ غيرَ رسْمٍ خافتِ الظلِّ قالصٍ ... ومثلومِ نُؤْىٍ تَحت أنضاءِ أطلالِ)

(وَسُفْعِ أثافٍ كالحماحِمِ جُثَّم ... وأَشْعَث مشجوج الْقَفَا نَاخِر بالي)

(ثلاثٌ تشكَّى أَرْبعا تنتهبنها ... وَحَيًّا وتكسوهُنَّ مغبر أسمالِ)

(خلَتْ دمنتاها عَن سوَى أرقطِ المِطا ... وجَيْئَلَ خمعاء وشَيْهَم عَسَّالِ)

(سَقَاهَا من الوسمىِّ صائبُ نوئه ... بمرتجسٍ داني النِّشَاصَيْن مسبالِ)

(وَلَا برحَتْ عَيْني يسحُّ وَلِيُّهَا ... بدَمْعٍ على تلكَ المناهِلِ مُنْهَالِ)

(منازلُ بَيْضَاء العوارضِ أرهفَتْ ... معاطفها واسْتُبْدِعَتْ حسنَ أجدالِ)

(تبدَّتْ مَعَ الأترابِ تُرجعُ لحظَهَا ... تَخَاوُصَ أدماءِ السوالِفِ مطفالِ)

(وبينَ الوشاحِ الملتوي غُصْن بانةٍ ... وثنى الْإِزَار المرتوي حقفه العالِي)

(وتحْتَ اللثامِ الجوْن دُرٌّ لثَاتُهَ ... أُسِفَّتْ بمرموقٍ سقى صرف جريالِ)

(أسالَتْ على الخدِّ الأسيلِ مدامعاً ... تعاتبني سِرًّا بهَا عتْبَ إدلالِ)

(وَقد قربَتْ يمنَى يَديهَا بضمِّها ... إِلَى صَدْرها الْخَالِي فزادَ بهَا حَالي)

(وعضَّتْ بدرِّ الثغر فِضَّة معصمٍ ... لَهَا كادَ يثنيه السوارُ عَلَى بالي)

(وَمَا أنْسَ لَا أنسى الهوَى ومعاهداً ... تذكِّرنيها فِكْرتى عَصْرَهَا الْخَالِي)

(فَمَالِي ووَصْل الغانياتِ وَإِنَّمَا ... مصايِدُهَا بَيْنَ الشبيبةِ والمالِ)

(تنعمْتُ فِي ليلِ الشبابِ فراعَنِى ... طلوعُ صباحِ الشيبِ من غَيْر إمهالِ)

(وَمَا كانَ إِلَّا وصلُهُ فجفاؤُهُ ... وَمَا كانَ إقبالٌ لَهُ غَيْر إجفالِ)

(تملَّصَ مني ثمَّ مَرًّ فَلَو يشا ... شريفُ الصَّفَا والركْنِ عَوَّدَ فِي الحالي)

(أَبَا غالِبٍ سلطانَ مكَّةَ أَحْمد بْن ... غَالِبَ راعيها الحفى الدَّائِل الدالي)

(تسنَّى ذُرَى العلياءِ قدماً وتالياً ... إِلَى أَن تَلا مِنْ ملكهَا السَّنَد العالي)

(فَسَارَ عَلَى عرضِ الفلاةِ مراوحاً ... فَمن سرجِ منقالٍ إِلَى كورِ مرقالِ)

(ووالَتْهُ من أبنا أبِيهِ عصائبٌ ... ذَوُو نجداتٍ صادقو الفِعْلِ والقالِ)

(مساعيرُ حَرْبٍ لَا يرجَّى طعينُهُمْ ... مساميعُ للداعِى مساميحُ بالنَّالِ)

(ميامينُ بَسَّامُونَ فِي السِّلْمِ والوغَى ... جحاجحةٌ قُحٌّ هُمُ خيرةُ الآلِ)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015