(وَكُلُّ حديدِ القلبِ ثبتٍ مجرّبٍ ... صبورٍ على ضربِ القواضبِ والصَّكِّ)

(يهابُكَ مذ يلقاكَ فِي حومةٍ الوغى ... ويقفىٌ وَمِنْه القلْبُ مضطربٌ مُنْكِى)

(فَلَو أَنْكَ صادمْتَ الرواسِى لخلْتَهَا ... وحَقِّكَ إجلالاً لقدركَ فِي دَكِّ)

(وأمَّا السخا يابْنَ السخىِّ فَإِنَّهُ ... سجيتُكَ الغراءُ من غيرِ مَا شَكِّ)

(لهَذَا شذا عَرْف الثنا عنْكَ مثل مَا ... شذا عَرْف طيبِ العنبرِ الرَّطْبِ والمسكِ)

(وشاعَ حديثُ الفضلِ عَنْك مسلسلاً ... لَدَى العَرَبِ العرباءِ والفُرْسِ والتُّرْكِ)

(فيا بَدْرَ ملكٍ جلَّ فِي فلكِ الْعلَا ... وَيَا بَحْر جُودٍ كَمْ سَعَتْ فِيهِ من فُلْكِ)

(ويأيها الشَّهْمُ السعيدُ ابْن سَعْدنا ... وَيَا مَنْ بِهِ قد فَاء فِي الحَرَمِ الْمَكِّيّ)

(إليكَ من البحْرِ الطويلِ قصيدةً ... بعيدُ مداها لِى تدانَى على وَشْكِ)

(تهنِّيكَ بالملكِ الَّذِي قد ورثتَهُ ... عَن البطلِ الشطْبِ الخبثضمة الملكِ)

(مليكُ الندَى مردِى العدى طالما غَدا ... يردُّ إِلَى الشاكي الحقوقَ من المشْكِى)

(فَمَا زالَتِ الأيامُ تتلو تهانياً ... عليكَ وبشراً دَائِما غيرَ منفكِّ)

(كَمَا ظَلَّ ثغرُ الدهْرِ من جذلٍ بِمَا ... حُبِيتَ من السعْدِ المتممِ فِي ضحْكِ)

(فدُمْ رافلاً فِي ملبسِ العزِّ لَا يُرَى ... لكَ اليومَ فِي أحكامِكَ الغُرِّ من يَحْكِي)

ثمَّ وَليهَا مَوْلَانَا الشريف أَحْمد ابْن المرحوم السَّيِّد غَالب ابْن السَّيِّد مُحَمَّد بن مساعد بن مَسْعُود بن حسن دَخلهَا من أَعْلَاهَا صَبِيحَة تِلْكَ اللَّيْلَة يَوْم الْجُمُعَة ثانى شَوَّال عِنْد الضحوة الْعَالِيَة بالآلاى الْكَبِير والنوبة وَجَمِيع عَسَاكِر مصر وَغَيرهم فِي موكب أتم مَا سَمِعت أذن من خبر وأبهى مَا لذ فِي عين ذِي نظر لابساً خلعة التبجيل والتكريم ذَلِك تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم فَنزل بداره السعيدة وَنُودِيَ باسمه فِي الْبِلَاد يسمعهُ الْحَاضِر والباد وبالزينة سَبْعَة أَيَّام وابتهجت الْقُلُوب بالفرح التَّام وسعت إِلَيْهِ الْخَاصَّة والأعيان مهنئين فرحين وهرعت الْعَامَّة لتقبيل أعتابه مستبشرين مرحين وَقد تشرفت بمديحه حبا ووداً وَرويت عَن بَحر أصبح مَد غَيره عِنْده جزراً وجزره عِنْد غَيره مدا فَقلت // (من الطَّوِيل) //

(سرَتْ نسمةٌ مِنْكُم تهْبُّ بإقبالِ ... شذا مِنْ شميمِ الرندِ والشيحِ والحالِ)

(تحدث عَن برقاء منجد فالقُصَى ... من الدوحِ فالعرجينِ فالوشْمِ فالخالِ)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015