وتمهلوا نَحْو خَمْسَة أَيَّام نرسل لأكابر الْأَشْرَاف ونرى من يختارونه فَيكون هُوَ فَامْتنعَ أغاة الينكشارية وَقَالَ أَنا لَا أُرِيد مصلحَة لَا أُرِيد إِلَّا صَلَاح الْبِلَاد وَإِذا لم يتول هَذَا الرجل تلفت الْبِلَاد فتأثر الأفندي من كَلَامه وَفهم تعريضه بِهِ فَاعْتَذر الأغا إِلَى الأفندي فِي الْحَال فَأعْطَاهُ الأفندي القفطان على أَن يلْبسهُ الشريف قَائِم مقَام إِلَى أَن يرسلوا إِلَى الْأَبْوَاب الْعلية ويعرّفوا بِالْحَال فَأتوا بالقفطان إِلَى الشريف سعيد وَقَالُوا لَهُ مَا قَالَه الأفندي فَقَالَ لَا ألبسهُ إِلَّا اسْتِقْلَالا أَنا ابْن سعد بن زيد فلبسه وَأطلق مناديه بالبلاد وَمَعَهُ السَّيِّد عدنان بن حسن وَالسَّيِّد مُحَمَّد بن سرُور وَغَيرهمَا ثمَّ أَمر بالزينة ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ أَمر بزينة يَوْمَيْنِ ثمَّ يَوْمَيْنِ إِلَى أَن كملت اثنى عشر يَوْمًا وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سادس عشري الشَّهْر الْمَذْكُور شهر جُمَادَى الأولى وصل مُورق من يَنْبع من السَّيِّد عبد المحسن يخبر وَالِده على ظن حَيَاته بوصول قابجي يُسمى أَحْمد أغا صحبته مرسوم شرِيف سلطاني وقفطان وَسيف مرهف باسم وَالِده مَوْلَانَا الشريف أَحْمد وقفطان لسنجق جده الْأَمِير مُحَمَّد بك فَكَانَ وُصُول مورقه فِي الْيَوْم الْمَذْكُور بعد وَفَاة وَالِده بأَرْبعَة أَيَّام وفيهَا لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة وصل السَّيِّد مُحَمَّد مير أخور المرحوم الشريف أَحْمد الَّذِي كَانَ قد أرْسلهُ إِلَى الْأَبْوَاب تقدم عَن القابجى بيومين ثمَّ فى سادس الشَّهْر الْمَذْكُور دخلت القفاطين السُّلْطَانِيَّة وَاجْتمعت السَّادة والأعيان والكبار على الْعَادة فِي الْحطيم وَلبس القفطان الشريف سعيد وتمنطق بالصارم المجوهر نصابه من حجر اليشم المفتخر وَقُرِئَ المرسوم السلطاني المتوج بِالِاسْمِ الشريف السُّلَيْمَانِي بعد أَن حول خطابه إِلَى اسْم الشريف سعيد بن سعد فِيهِ التَّصْرِيح بِأَن ابْتِدَاء جُلُوس مَوْلَانَا السُّلْطَان سُلَيْمَان على تخت السلطنة كَانَ يَوْم السبت ثَانِي محرم الْحَرَام من السّنة الْمَذْكُورَة أَعنِي سنة تسع وَتِسْعين وَألف ثمَّ نُودي بالزينة سَبْعَة أَيَّام ثمَّ بعد مُدَّة يسيرَة نزل القابجي الْمَذْكُور إِلَى جدة بالقفطان السلطاني إِلَى حَضْرَة السنجق المكرم أَمِير اللِّوَاء الْأَمِير مُحَمَّد بك فألبسه القفطان الَّذِي هُوَ لَهُ وقابله من الْإِكْرَام بِمَا كَانَ أَهله وَكَانَ يَوْمًا مشهوداً