(بركاتُ المنتقَى من حَسَنٍ ... فارسُ الهيجا إِذا مَا انتدبا)

(ألْمُكَنَّى بالنبيِّ الهاشمِي ... جده الكاشفُ عَنَّا الكُرَبَا)

(أطولُ الناسِ فخاراً سامياً ... وأجلُّ النَّاس طراً حسبا)

(كَمْ جَنَى من عربٍ ذِي عزةٍ ... ولمالِ الضدِّ كم قد نَهَبَا)

(ولكَمْ مِنْ ملكٍ عاندَهُ ... فغدا عَن مُلْكِهِ منقلبا)

(لَو رَآهُ الموتُ فِي يَوْمِ الوغَى ... تَرَكَ الأمْرَ وحطَّ السَّلبَا)

(وَلَو أنَّ الليْثَ وافَى سطوَهُ ... نكس الرأسَ وهَزَّ الذَّنبا)

(لَا وَلَا يقرى لَحوحاً ضَيفه ... لَا وَلَا يقطَعُ حَقَّ الأدبا)

(وَإِذا مَا البَغْلُ مِنْ قُلِّ حَيًا ... رامَ سَبْقَ الخيلِ جَهْلاً تَعِبَا)

فَلَمَّا بلغه هَذَا الْجَواب تخلف عَن الْحَج وَأمر من يترصد الذروى فِي بِلَاده صَبيا فترصدوا لَهُ حَتَّى إِذا نزل السَّاحِل جازان تحيلوا عَلَيْهِ حَتَّى ركب مَعَهم فَسَارُوا بِهِ إِلَى أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الْمَذْكُور فحسبه وضيق عَلَيْهِ فَأمر الشريف بَرَكَات بفدائه بِمِائَة ألف نَاقَة فَقَالَ أَحْمد الْمَذْكُور وَالله مَا أخرجه من الْحَبْس حَتَّى ينشعب هَذَا الصدع فَأَنْشَأَ قصيدة فِي الْحَبْس فَأرْسل الله تِلْكَ اللَّيْلَة مَطَرا فَأصْبح الْحجر قد انشعب بقدرة الله تَعَالَى فَأَطْلقهُ وَأحسن إِلَيْهِ وأوصله مأمنه انْتهى وَاسْتمرّ الشريف بَرَكَات إِلَى أَن توهن بالمرضِ سنة تسع وَخمسين وَثَمَانمِائَة فَسَأَلَ مشدجدة خاني بك الظَّاهِرِيّ أَن يُرْسل إِلَى الْملك يلْتَمس مِنْهُ للشريف بَرَكَات أَن يولي إمرة مَكَّة لوَلَده السَّيِّد مُحَمَّد بن بَرَكَات بن حسن لِأَنَّهُ ضعيفُ الْجِسْم ضَعِيف الْحَرَكَة فَأرْسل خاني بك يسْأَل فِي ذَلِك إِلَى الْملك فقدرت وَفَاة الشريف بَرَكَات قبل وُرُود الْخَبَر وَجَاء الْجَواب بعد مَوته بِيَوْم بِولَايَة وَلَده مُحَمَّد بن بَرَكَات وَكَانَت وَفَاة الشريف بَرَكَات بن حسن بن عجلَان عصر يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشر شعْبَان سنة تسع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِأَرْض خَالِد من وَادي مر وَحمل على أَعْنَاق الرِّجَال وَدخل بِهِ مَكَّة أثْنَاء لَيْلَة الثُّلَاثَاء وَغسل وَصلي عَلَيْهِ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام بعد صَلَاة الصُّبْح وَدفن بالمعلاة وَبني عَلَيْهِ قبَّة مَوْجُودَة إِلَى الْآن ورثاه الشهَاب المنصوري بقوله // (من الْكَامِل) //

(قَالُوا قضَى بركاتُ قلْتُ يحقُّ لي ... أَن أُتْبِع العبراتِ بالزفراتِ)

(يَا ترحَةَ الأحياءِ عِنْد فراقِهِ ... وبقربِهِ يَا فرحَةَ الأمواتِ)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015