فَلَمَّا وصل الْمَكْتُوب وَالْقَصِيدَة إِلَى الشريف بَرَكَات بن حسن الْمَذْكُور تصدى لجواب أَحْمد أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الْمَذْكُور السَّيِّد الأمجد فصيح الفصحاء غفيف الدّين السَّيِّد عبد الله بن قَاسم الذروي فَكتب إِلَيْهِ هَذِه القصيدة على لِسَان الشريف بَرَكَات ابْن حسن بن عجلَان رحم الله الْجَمِيع فَقَالَ // (من الرمل) //
(بالقَنَا الخطِّىِّ والبيضِ الظبَا ... وبِخيلٍ تتبارَى سربا)
(سابحاتٍ مقرباتِ ضُمَّرٍ ... أعوجيَّاتٍ عِتَاقٍ شُزَّبا)
(بُرِّيَتْ آذانُهَا من جودةٍ ... مثلَ أقلامٍ بهَا كَمْ كُتِبَا)
(داحسياتٍ إِذا مَا طردَتْ ... فائتا مَا بَان عَنْهَا هَرَبَا)
(وَإِذا مَا انحدَرَتْ عَن طاردٍ ... سَبَقَتْ لم يَبْغِ مِنْهَا أربا)
(عُوِّدَتْ بِالْحَرْبِ حَتَّى إِنَّهَا ... لم تَزَلْ تَهْوَى الثلاقِى طَرَبَا)
(بدروعٍ سابغاتِ زُعفٍ ... شاهدَتْ أيامَ عادِ وسَبَا)
(صافيات ذَات نسجٍ محكمٍ ... وقتيرِ مثل أعيانِ الدبا)
(وببيضِ روسةٍ لامعةٍ ... نصَّهُ صانعه فانْتَصَبَا)
(وبأبطال إِذا مَا استَعَرَتْ ... نارُ حربٍ ولظاها التهبا)
(وردوها برماحِ ذُبَّلِ ... وبأسيافٍ تحزُّ العصبا)
(نحمى البَيْت وتَحمِى جدة ... وَربا حلى وأكناف قبا)
(بسيوفٍ جردَتْ من غمدٍ ... كبروقٍ يخترقْنَ الحُجُبَا)
(قُلْ لمن رامَ يناوينا ومَنْ ... رام يأْتِى بيتنا مُغْتَصِبا)
(لَا تحجَّ البيْتَ أَلا خاضعاً ... دافعاً عُشْرًا لنا ثُمَّ حُبَا)
(وَإِذا مَا حَجَّهُ ذُو عزةٍ ... ترك الأمْرَ وجا مصطحبا)
(وَإِذا مَا كَانَ رَأْسا لم يعُدْ ... عندنَا يَا صَاحِ أَلا ذَنَبَا)
(سورةُ الفيلِ لنا كافيةٌ ... أُتركِ الجَهْلَ وخَلِّ الكذبا)
(لَيْسَ بيتُ اللهِ وادِى زمعٍ ... لَا وَلَا دمت لمَنْ قد طلبا)
(إنَّ بيَتَ اللهِ بيْتٌ خصَّهُ ... مِنْهُ بالنصْرِ فَلَنْ ينغلبا)
(دونه خَيْلٌ عتاقٌ شزَّبٌ ... عسفَتْ بالدراعِينَ النجبا)
(ومليك من بني حيدرةٍ ... طابَ أجداداً وأمَّا وَأَبا)