الشريف حسن قَوْله // (من الوافر) //
(مِنَ البلدِ المُخصَّص بالأمان ... وَكَعْبَتِهِ المشرَّفة المباني)
(تقبل كَفَّ سُلْطَانِ البرايا ... أبي النصْرِ الموفَّقِ للمَعانِي)
(برسْبَاى الَّذِي ملكَتْ يَدَاهُ ... جَمِيعَ الخَلْقِ مِنْ قاصٍ ودانِى)
(وتُنْهِى مَا بهَا من عُظْمِ شوقٍ ... إِلَى سُلْطَانِها بَدْرِ الزمانِ)
إِلَى أَن قَالَ // (من الوافر) //
(فَرُدَّ إلىَّ سلطاني سَرِيعا ... فإنِّى كَالجوادِ بِلاَ عنانِ)
فَسَمعَهَا السُّلْطَان فرسم للشريف حسن بالتوجه إِلَى مَكَّة وجهزه وبرز ثقله خَارج الديار المصرية فَاعْترضَ لَهُ الضعْف فَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَمكث بهَا أَيَّامًا يسيرَة ثمَّ توفّي بهَا سادس عشر جُمَادَى الْأُخْرَى سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَدفن فِي حوش الْملك الْأَشْرَف برسباي الْمَذْكُور بالصحراء وقبره هُنَاكَ مَشْهُور يزار وَله وقائع مَشْهُورَة فى التورايخ مسطورة مَعَ إخْوَته وَبنى عَمه وملوك مصر والقواد وَغَيرهم وَكَانَ ذَا ثروة عَظِيمَة وحشمة وافرة جسيمة وخيرات كَثِيرَة عميمة بنى بِمَكَّة رِبَاطًا للرِّجَال ورباطاً للنِّسَاء وَبنى المارستان وَعمر أوقافه وَزَاد فِيهَا مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وجدد رِبَاط رامشت عِنْد بَاب الْحَزْوَرَة وَلم يل مَكَّة قبله من يدانيه فى شئ من ذَلِك وَقد مدحه كثير من شعراء مَكَّة المعتبرين مِنْهُم الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد الفاسى وَالِد تَقِيّ الدّين الفاسي مؤرخ مَكَّة وَمِنْهُم شيخ الْإِسْلَام شرف الدّين إِسْمَاعِيل بن أبي بكر الْمقري وَكَانَ الْملك النَّاصِر أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الغساني صَاحب الْيمن تشفع إِلَى الشريف حسن بن عجلَان سنة سبع وَثَمَانمِائَة فِي ترك التشويش على مُوسَى صَاحب حلى وحثه على الْمُوَافقَة على ذَلِك القَاضِي شرف الدّين الْمَذْكُور بقصيدته النونية وَهِي قَوْله // (من الْكَامِل) //
(أحسنْتَ فِي تدبيرِ مُلْكِكَ يَا حَسَنْ ... وأَجَدتَّ فِي تحليلِ أخلاطِ الفتَنْ)
(مَا كنتَ بالنزقِ العَجُولِ إِلَى الأذَى ... عِنْد النِّزَاعِ وَلَا الضغيفِ أَخا الوَهَنْ)