للشريف حسن فوصل إِلَيْهِ فَلَزِمَهُ الْأَمِير قرقماس وَوَضعه فِي الْحَدِيد وَذهب بِهِ إِلَى مصر صُحْبَة الْحَاج فَأرْسل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة هُوَ والشريف مقبل صَاحب يَنْبع وَخَرجُوا رَابِع عشر ذِي الْحجَّة إِلَى الشريف حسن وَذَلِكَ أَن الشريف حسن لم يحدث مِنْهُ شَيْء لما عزل بالشريف عَليّ بن عنان بل لما سمع أَنه قرب من مَكَّة واصلاً إِلَيْهَا من مصر مُتَوَلِّيًا صُحْبَة الْحَاج خرج عَنْهَا هُوَ والأشراف الَّذين مَعَه والقواد وَتَنَحَّى بِنَاحِيَة قرب مَكَّة وراسل السُّلْطَان برسباي بالْكلَام اللين وعرفه أَن عَزله كَانَ بِغَيْر سَبَب فَخَرجُوا إِلَيْهِ وَأَرَادُوا أَن يهجموا عَلَيْهِ لِأَنَّهُ مكر بِهِ بعد التُّجَّار واستدناه فقصدوه ليظفروا بِهِ فَلم يروه بحماية الله تَعَالَى وَاسْتمرّ الشريف عَليّ بن عنان إِلَى أَن عزل عَنْهَا غرَّة ذِي الْحجَّة من عَام ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بالشريف حسن فوليها الشريف حسن بِعَهْد من ملك مصر برسباي لِأَنَّهُ راسله بالْكلَام اللين وعرفه عَزله بِغَيْر سَبَب كَمَا تقدم فَرضِي عَلَيْهِ وَأعَاد إِلَى إمرة مَكَّة وَلما بلغ الشريف حسن هَذَا الْخَبَر أرسل وَلَده السَّيِّد بَرَكَات لمواجهة أَمِير الْحَاج الْمصْرِيّ فواجهه وَدخل هُوَ وإياه إِلَى الْمَسْجِد وَحلف لَهُ بِاللَّه تَعَالَى أَن السُّلْطَان قد رَضِي على أَبِيك الشريف حسن وَأَنه لَا يَنَالهُ مني وَلَا من السُّلْطَان سوء وَكَانَ الْحلف على الْمُلْتَزم فَعِنْدَ ذَلِك دخل الشريف حسن وواجه الْأَمِير وَأهْدى إِلَيْهِ هَدَايَا وَأَعْطَاهُ مِحَفةً حَج فِيهَا ثمَّ إِنَّه حج بِالنَّاسِ وَأظْهر طَاعَة السُّلْطَان برسباي وأعلن بِالدُّعَاءِ لَهُ فَلَمَّا وصل خبر ذَلِك إِلَى السُّلْطَان برسباي طلب حُضُور مَوْلَانَا الشريف حسن إِلَيْهِ فَتوجه فِي الْمَوْسِم من السّنة الْمَذْكُورَة فَلَمَّا وصل أَمر السُّلْطَان أَن يتلقاه الْأُمَرَاء والأكابر ويمشوا بَين يَدَيْهِ وَلما حضر بَين يَدَيْهِ أنعم عَلَيْهِ بِالْخلْعِ العديدة والإنعامات المزيدة وَالْتزم الشريف حسن أَن يخْدم السُّلْطَان بِثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَأرْسل عَبده شكر إِلَى بندر جدة ليَأْتِيه بهَا وَاسْتمرّ بِمصْر على كَمَال الحشمة ووفور النِّعْمَة فَكتب بعض أدباء مَكَّة إِلَى السُّلْطَان على لِسَان مَكَّة يذكر أَنَّهَا متشوقة إِلَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015