(يَا رِكَابَ الآمَالِ ويحَكِ بالنُّجْحِ ... بحصنِ الجَدِيدِ أُمِّى نِجَادا)

(يَا جَوَادَ الزَّمَانِ مَا زُرْتَ مَعْنَاهُ ... ابْتُ مِنْ عَنْدِهِ أَقُودُ جَوادَا)

(كُلُّ شِعْرٍ أَتَاكُمُ غَيْرُ شِعْرِي ... يَا أَبا زيد لَيْسَ يَسْوَى المِدَادَا)

وَقَالَ فِي الْعُمْدَة إِن السُّلْطَان النَّاصِر هُوَ الَّذِي دس عَلَيْهِ من قَتله غيلَة وَالله أعلم بالحقائق ثمَّ إِن السُّلْطَان أطلق الشريف رميثة حِينَئِذٍ من السجْن وَأحسن إِلَيْهِ وأشركه فِي إمرة مَكَّة مَعَ أَخِيه عطيفة وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسَبْعمائة وَكَانَت سنة قحط لعدم الأمطار وَعدم الْوَاصِل من الْبَحْر فَتوجه الشريف عطيفة إِلَى مصر وشكا ذَلِك فرسم السُّلْطَان بِحمْل الْحبّ إِلَيْهَا ورتب لصَاحب مَكَّة كل عَام شَيْئا يحمل إِلَيْهِ من بلدين بالصعيد وألزمه أَن يسْقط المكوس الَّتِي تُؤْخَذ من مَكَّة على المأكولات الَّتِي تجلب إِلَيْهَا فَفعل ذَلِك وَفِي موسم سنة 730 ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة اتّفق أَن أهل الْعرَاق جَاءُوا بفيل عَظِيم جعلُوا محملهم عَلَيْهِ فتطير الْعَالم مِنْهُ وَقَالُوا هَذَا عَام الْفِيل ثمَّ دخلُوا بِهِ مَكَّة ووقفوا بِهِ بِعَرَفَة ثمَّ توجهوا بِهِ إِلَى الْمَدِينَة المشرفة فَلَمَّا وصلوا الفريش وَقدمُوا على الْبَيْدَاء أوقفهُ الله فَلم يسْتَطع الْمَشْي فضربوه ضربا مبرحاً فَلم يبرح فَلم يزَالُوا يضربونه حَتَّى مَاتَ هُنَالك وَقدر الله بعد إتْمَام الْحَج بِمَكَّة أَن سَافر أَمِير أول وَتَأَخر أَمِير الْمحمل الْمصْرِيّ الْمُسَمّى أزدمر الخازندار تَأَخّر لصَلَاة الْجُمُعَة فَلَمَّا صعد الْخَطِيب الْمِنْبَر عَبث بعض العبيد بخطف شَيْء من أَمْتعَة الْحجَّاج بِبَاب إِبْرَاهِيم فصرخت النَّاس فارتج الْمَسْجِد فَفَزعَ السَّيِّد مبارك بن عطيفة وفواده بِآلَة الْحَرْب وركبوا الْخَيل وتبعهم الشريف عطيفة فبادر ولد أَمِير الْحَاج لتخميد الْفِتْنَة فأصابته حَرْبَة فَفَزعَ وَالِده أَمِير الْحَاج أزدمر وهم بقتل الضَّارِب فأصابته حَرْبَة أُخْرَى فماتا جَمِيعًا فَاشْتَدَّ الْأَمر وَعظم وهجم بِالْخَيْلِ إِلَى الْمَسْجِد الْحَرَام ونهبت الْأَسْوَاق وتعب الشريف عطيفة وتحير فِي أمره وَلم يسْتَطع ردهم وَلَا قهرهم وَكَانَ حَتَّى الْحَاج نَفسه ينهب بعضه بَعْضًا فَلَمَّا بلغ السُّلْطَان ذَلِك أَمر بقتل الْأَشْرَاف وَقطع الْأَشْجَار من وادى نَخْلَة والأودية وَأجلى نِسَاءَهُمْ وَأَوْلَادهمْ وجهز عسكراً وَأمرهمْ أَن يقيموا بِمَكَّة وَلَا يرتحلوا حَتَّى يقضوا حَاجته فِي الْمَأْمُور فيهم بذلك وَكَانَ شخص من أهل الْعلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015