والمملوكين الباقيين فأحضر السَّلب وَأحد المملوكين وَقيل إِن الثَّالِث مَاتَ فألزم صَاحب نَخْلَة بإحضاره وتوعده إِن تَأَخّر فَأحْضرهُ وَاسْتمرّ الْأَمِير بيبرس إِلَى أَن عَاد الْجَواب بِطَلَبِهِ فَتوجه فِي شعْبَان وَوصل إِلَى مصر أَوَائِل رَمَضَان فشمله الإنعام السلطاني وَكَانَ مَعَ الشريف حميضة هَذِه المهرة عزيزة اسْمهَا جُمُعَة طلبَهَا مِنْهُ السُّلْطَان فِي السَّابِق فَلم يسمح لَهُ بهَا وَلما وصل الْخَبَر إِلَى السُّلْطَان أَمر بقتل الْمَمْلُوك الْقَاتِل وَهُوَ أحد مماليك ثَلَاثَة للسُّلْطَان هربوا لما كَانَ بِمَكَّة لِلْحَجِّ ووصلوا إِلَى حميضة اسْمه استدمر أخبر أَنه قتل حميضة اغتاله وَهُوَ نَائِم وفر على حجرَة حميضهْ الْمُسَمَّاة جُمُعَة الْمَشْهُورَة ثمَّ جرد سَيْفه وَإِذا بِهِ أثر الدَّم وَكَانَ ذَلِك فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة عشْرين وَسَبْعمائة وَذكر اليافعي أَن حميضة كَانَ يَقُول لأبي خمس فَضَائِل الشجَاعَة وَالْكَرم والحلم وَالشعر والسعادة فالشجاعة لعطيفة وَالْكَرم لأبي الْغَيْث والحلم لرميثة والسعادة لي حَتَّى لَو قصدت جبلا لدهكته وَمِمَّا قيل فِي حميضة قَول موفق الدّين الحديدى قصيدة هِيَ // (من الْخَفِيف) //
(قَدَحَ الوَجْدُ فِي فُؤَادِى زِنَادا ... مَنَعَ الجَفْنَ أنْ يَذُوقَ الرُّقَادَا)
(وفُؤَادُ الشَّجِيِّ يَوْمِ الْآل ... سَاقهُ سَائِقُ الظُّعُونِ وَقَادَا)
(بَدِّلينى بِالوَصْلِ هَجْراً وبالزوْرَة ... ِ صَدًّا وبالتَّدَانِى بِعَادَا)
(يَا مُعِيدَ الحَديثِ عُدْنِيهِ عَنْهُمْ ... مَا أَلَذَّ الَحدِيثَ عَنْهُم مُعَادا)
(هاتِ بِاللَّه يَا مُحَدِّثُ حَدِّثْ ... بِجِيَادٍ جَاد الغَمَامُ جِيَادا)
(بَلَدًا بِالشَّرِيفِ شَرَّفَهُ الله ... بِقَاعًا شيحَانُهُ وَوِهَادا)
(مَلِكٌ مِنْ قَتَاَدة مَلأَ الأَرْضَ ... نِصَالاً مَحْشُودَةً وصِعَادا)
(إِن أكُنْ فِي حميضَةٍ زِدتُّ فى الْمَدْحِ ... فَقَدْ زَادَ فِى نَوَالِى وَزَادَا)
(رَجُلٌ سَالَمَ المسالِمَ فِي الله ... ِ وفِى اللهِ للمُعَادِينَ عَادَى)
(عَادَ أبْدَى أوْلَى فَوَالَى تَعَالَى ... عَزَّ أَعْطَى سَطَا أَفَادَ أَبَادَا)
(جَادَ أغْنَى عَلاَ سَمَا جَلَّ جَلَّى ... ظُلَمَ الظُّلْمِ عَدْلُهُ سَارَ سَادَا)
(حَسَنُ السَّمْتِ لَيْسَ يَحْسُنُ أَنْ تَسْمَعَ ... إِلاَّ فِي مِثْلِهِ الإنْشَادَا)
(إِبْنِ بِنْتِ النَّبيِّ لَمَ يَجْعَلِ اللهُ ... سِوَاكُمْ لأرْضِهِ أَوْتَادَا)