سميت الدبور العقيم ... لأ، أهل العلم خلاف في ذلك. وقد أطال المقال - قلت هذا كله جعجعة ولا طحن، قال أوس بن حجر:

والحافظ الناس في تحوط إذا ... لم يرسلوا خلف عائذ ربعا

وعزت الشمال الرياح وإذ ... أمسى كميع الفتاة ملتفعا

ويروى وهبت الشمأل البليل. وقال زياد بن حمل:

والمطعمون إذا هبت شآمية ... وباكر الحي من صرادها صرم

والشآمية هي الشمال؛ وقال القتبي في الأنواء، وأنشد بيت الهذلي:

مرتها النعامي فلم يعترف ... خلاف النعامي من الشأم ريحا

النعامي الجنوب، ومرتها استدرتها. ثم قال: ولم يعترف ريحاً من الشأم، يعني الشمال، فتقشع الغيم. قال: فهذه كلها تجعل العمل في المطر للجنوب، وتجعل الشمال تقشع السحاب، ويسمونها محوة، لأنها تمحو السحاب. وقال العجاج:

سفر الشمال الزبرج المزبرجا

والسفر القشر والزبرج السحاب. وهذا شبيه بما كان الأصمعي يحكيه عن العرب. حكى أن ما كان من أرض الحجاز فالجنوب هي التي تمري السحاب فيه، وما كان من أرض العراق فالشمال تمري فيه السحاب، ولم يقل إن الجنوب تقشعه ولا أنه لا عمل لها فيه. وأحسبه أراد أن الشمال والجنوب تفعلان ذلك جميعاً بأرض العراق دون الحجاز، وعلى هذا وجدت بعض الشعراء. قال الكميت وكان ينزل الكوفة: مرته الجنوب فلما اكفهر حلت عزاليه الشمأل اه وقد أطال أيضاً - وأرى هذا التفصيل هو الوجه - وقال قبل هذا الكلام: وأكثر العرب يجعل الجنوب هي التي تنشىء السحاب بإذن الله عز وجل وتستدره، وتصف بواقي الرياح بقلة المطر وبالهبوب في سني الجدب. قال أبو كبير الهذلي:

إذا كان عام مانع القطر ريحه ... صباً وشمال قرة ودبور

وأخبرك أن هذه الثلاث لا قطر معها، وأن القطر مع الجنوب ... الخ وأنشد في أود بالضم بيتاً لجرير ع وقد أنشد البكري في معجمه لجرير أيضاً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015