لا تكسع الشول بأغبارها ... إنك لا تدري من الناتج؟

وأصبب لأضيافك ألبانها ... فإن شر اللبن الوالج

قوله حبا: أي أشرف وعرض. من دونها: يعني الإبل. وعالج: رمل معروف. والكسع: أن ينضح الماء البارد على ضرع الناقة ليرتفع لبنها، وذلك أقوى لها. يقول: لا تفعل ذلك فإنك لا تدري من ينتجها، لعلك تموت عنها أو يغار عليها فيذهب بها. ويروي أن عمر بن الخطاب كان يجبي السواد مالا عظيما، ثم لم يزل ينقص إلى أن عاد خراجه زمان بني مروان نصف ما كان خلافة عمر. فلما ولى عمر بن عبد العزيز سأل أهل السواد ما العلة في ذلك؟ فقال له رجل من أنباطه: العلة في ذلك أن العمال امتثلوا فينا بيتين لشاعر من شعرائكم، وهما: لا تكسع الشول بأغبارها وأنشده البيتين فأمر عمر بن عبد العزيز أن لا يلزموا إلا ما كان يلزمهم عمر بن الخطاب، ولا يؤخذ منهم إلا ما كان يأخذ، فعاد خراج السواد في أقل مدة إلى ما كان عليه ذلك الزمان.

وأنشد أبو علي:

وللأرض كم من صالح قد تلمأت ... عليه فوارته بلماعة قفر

ع الشعر لهدبة بن خشرم بن كرز بن حجير ابن أبي حية الكاهن، صاحب العزى وسادنها أحد بني سعد هذيم من قضاعة. وهدبة شاعر إسلامي يكنى أبا عمير قال:

ألا يا لقوم للنوائب والدهر ... وللمرء يأتي حتفه وهو لا يدري

وللأرض كم من صالح قد تلمأت ... عليه فوارته بلماعه قفر

فلا ذا جلال هبنه لجلالهولاذا ضياع هن يتركن للفقر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015