اجتحفها في الجاهلية. وعيب على امرىء القيس قوله:

لها ذنب مثل ذيل العروس

وإنما المحمود منه؟ أن لا يمس الأرض، كما قال في أخرى:

ضليع إذا استدبرته سد فرجه ... بضاف فويق الأرض ليس بأعزل

والكلام في باقي الأبيات يأتي في موضعه بعد هذا إن شاء الله تعالى أنشد أبو علي لعمرو بن كلثوم:

ألا هبي بصحنك فأصبحينا

ع هذا أول الشعر، وبعده:

ولا تبقن خمر الأندرينا

مشعشعة كأن الحص فيها ... إذا ما الماء خالطها سخينا

تجور بذي اللبانة عن هواه ... إذا ما ذاقها حتى يلينا

ترى اللحز الشحيح إذا أمرت ... عليه لما له فيها مهينا

الأندرين: مكان بالشأم خمره أجود الخمور، وقال أبو علي: الأندرون جمع أندري، وهم الفتيان يجتمعون من مواضع شتى. ومشعشعة: منصوب بقوله أصبحينا أي ممزوجة، يقال شعشع خمرك: أي رققها. والحص: الورس. وقوله سخينا: قال أبو عمرو هو من السخن يريد ماء حاراً، ويقال سخينا: جدنا بأموالنا كما قال حسان:

ونشربها فتتركنا ملوكاً ... وأسداً ما ينهنهنا اللقاء

وقال طرفة:

وإذا ما شربوا ثم أنتشوا ... وهبوا كل أمون وطمر

وهذا كله مذهب غير محمود، وإنما المحمود أن يوصف الممدوح بالجود والحباء في كلتى حاليه من الصحو والأنتشاء، كما قال امرؤ القيس:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015