يقابل من جاءكم بالجميل ... فيأتي صديقاً ويمضي صديقا
ومن حسن ما خاطب مجوب محتجباً قول العطويّ:
إذا أنت لم ترسل وجئت فلم أصل ... ملأت بعذر منك سمع لبيب
أتيتك مشتاقاً فلم أر حاجباً ... ولا ناظراً إلاّ بوجه غضوب
كأنّي غريم مقتض أو كأنّني ... طلوع رقيب أو صدود حبيب
فعدت وما فلّ الحجاب عزيمتي ... إلى شكر سبط الراحتين أريب
عليّ له الإخلاص ما ردع الهوى ... أصالة رأي أو وقار مشيب
وأنشد أبو عليّ " 1 - 281، 278 " لرجل كوفيّ يجهو المغيرة بن شعبة:
إذا راح في قبطيّة متأزّراً ... فقل جعل يستنّ في لبن محض
إذا نسب الناس إلى القبط قلت: قبطيّ بكسر القاف، وتنسب إليهم الثياب فتقول: قبطيّ بضم القاف للفرق. ومن مختار ما ورد في القصر والهجو به قول الحزين الكناني: وقد جمعه مجلس مع كثيّر، وكان كثيّر قصيراً لا يبلغ ضروع الإبل، وكان إذا دخل على عبد الملك قال له: تطأطأ لا يصب رأسك السقف. ولذلك قال له لما رآه: تسمع بالمعيديّ لا أن تراه لقماءته. فقال كثيّر للحزين: إنّك لا تحسن أن تهجو. فقال له الحزين: إن أبحت لي أن أقول قلت. قال: وما عسى أن تقول. فقال:
لقد علقت زبّ الذباب كثيّراً ... أساود لا يطنينه وأراقم