فلبس عليه الحقّ وشكّكه في اليقين، ومن أتاه من جهة الشمال أتاه من قبل الشهوات، وزيّن له إتيان السيئات، ومن أتاه من بين يديه أتاه من قبل التكذيب بالقيامة والمآب، والثواب والعقاب، ومن أتاه من خلفه خوّفه الفقر على نفسه وعلى من تخلّف من بعده، فلم يصل رحماً ولم يؤدّ زكاة.

وأنشد أبو عليّ " 1 - 278، 275 " للعجير السلوليّ:

تركنا أبا الأضياف في ليلة الصّبا ... بمرّ ومردى كلّ خصم يجادله

ع يرثي العجير بهذا الشعر رجلاً من قومه يقال له سليمان بن خالد بن كعب، هلك بمرّ الظهران وهو صادر إلى المدينة. وبيتان من هذا الشعر قد اختلف في قائلهما أشدّ اختلاف. وهما قوله:

فتى قدّ قدّ السيف لا متضائل ... ولا رهن لبّاته وبآدله

يسرّك مظلوماً ويرضيك ظالماً ... وكلّ الذي حمّلته فهو حامله

فقال السكّري: إنهما لثور بن الطثريّة يرثي أخاه يزيد، وأنشدهما في أبيات أوّلها:

أرى الأثل من بطن العقيق مجاوري ... مقيماً وقد غالت يزيد غوائله

وأنشد أبو تمام هذه الأبيات لزينب بنت الطثريّة ترثي أخاها، وقيل إنّها لأمّ يزيد ترثي ابنها، وقيل إن البيتين للأبيرد اليربوعي. وقوله:

فتى ليس لابن العمّ كالذئب

قد مضت أمثلته والقول في معناه 59. وقوله:

يسرّك مظلوماً ويرضيك ظالماً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015