لمرتجّة الأرداف هيف خصورها ... عذاب ثناياها لطاف قيودها

والقيود ما حوالي منقار الطائر أيضاً قاله ابن الأعرابي. ويحتمل أن يريد موضع قيودها بمعنى ساقيها فحذف فيكون خفض سمر على الجوار في هذا التأويل. والضمير في قيودها راجع على الحمامة وإن كان المخفوض على الجواب لا يكون إلاّ متّصلاً بمخفوض ظاهر. وقوله على خضراء منصوب الظاهر. وفيه أيضاً اعتراض آخر: وذلك أنك لو قلت مررت برجال قائمين آباؤهم لم يجز إلا على لغة من قال أكلوني البراغيث لأنه قد جرى مجرى الفعل المقدّم إلا أنه أجوز وأسوغ إذا كان النعت مكسّراً لأن المكسّر كالواحد.

وقد روى بعضهم سمر قيودها بالرفع. وقوله: تقود الهوى من مسعد ويقودها: يريد تقود هوى مسعدها ويقودها مسعدها هذا إن كان أراد بالمسعد طائراً فإن كان أراد إنساناً فإن الضمير الفاعل في يقودها للهوى أي يقود الحمامة الهوى الذي بها إلى البكاء وأنشد أبو علي بعد هذا

لقد تركت فؤادك مستجنّاً ... مطوّقة على فنن تغنّى

قال المؤلف: هذا الشعر لبريه بن النعمان الأشعري مولى لهم ومعناه واضح.

وأنشد أبو عليّ:

وهاتفين بشجو بعد ما سجعت ... ورق الحمام بترجيع وإرنان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015