والعرم فيما ذكر مما بنت بلقيس صاحبة سليمان، وقد نسب الأعشى بنيانه إلى حمير فقال:

ففي ذاك للمؤتسى أسوة ... ومأرب عفّى عليه العرم

رخام بناه لهم حمير ... إذا جاء موّارهم لم يرم

والمسنّاة في غير هذا الموضع ماء لبني شيبان قال الأعشى:

دعا قومه حولي فجاءوا لنصره ... وناديت قوماً بالمسنّاة غيّبا

وقال أبو عمر عن ثعلب عن ابن الأعرابي: العرم: الفأرة وأنشد أبو علي بعد هذا:

وما هاج هذا الشوق إلاّ حمامة ... تغنّت على خضراء سمر قيودها

قال المؤلف ع هذا الشعر لعليّ بن عميرة الجرميّ وبعد البيتين:

جزوع جمود العين دائمة البكا ... وكيف بكا ذي مقلة وجمودها

مطوّقة لم يضرب القين فضّة ... عليها ولم يعطل من الطوق جيدها

ولم تختلف الرواية عن أبي علي في خفض سمر قيودها فهو على ظاهره نعت لخضراء التي يعني بها الشجرة. وقيودها: أصولها. وهم يصفون ما كان متمكّن الريّ من الشجر بالحوّة والسواد قال الله تعالى في صفة الجنّتين " مدهامّتان " وقال اللغويون العمور والقيود ما بين الأسنان من اللثات كالشرف وأنشدوا للحسين بن مطير:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015