أسامة بن زيد بن عبد الله بن رافع عن أم سلمة قال: اختصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان في أرض قد هلك وذهب من يعلمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أنا بشر ولعل أحدكم أن يكون ألحن بحجّته من الآخر: وذكر الحديث إلى آخره. والتوخّي لا يكون إلا في الخير، لا يقال توخيت شرّه، وهو التحرّي أي طلب الأحرى في الخير. وقال بعض اللغويين هو من الوخى والوخى الطريق الجادّة أي اقصدا طريق الحق. وقوله صلى الله عليه وسلم: إنما أنا بشر، هذا فيما لم يطلعه الله عليه فأما ما أعلمه الله إياه فهو فيه مباين لسائر البشر. وفيه أن الحكم لا يحلّ حراماً ولا يحرّم حلالاً لأن حكمه على الظاهر وحقيقة الأمور الباطنة إلى الله سبحانه قال تعالى: " ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون ". وقال النبي صلى الله عليه وسلم إن أبغض الرجال إلى الله الخصم الألدّ. وقال: من خاصم فجر ومن فجر كفر.
وأنشد أبو علي بعد هذا:
وحديث ألذّه هو مما
قال المؤلف هذا البيت هو لمالك بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة الفزاري من شعراء الدولة الأموية يكنى أبا سعد. روى حماد عن أحمد بن داود السمني قال: ورد عليّ كتاب المتوكل وأنا على سواد الكوفة أن ابتع لي تلّ بونّي بما بلغت فأتيتها فإذا هي