قال الجاحظ: وهذا الشعر من أشعار الحفظ والمذاكرة. والأبيات رواها السكري في كتاب اللصوص لأبي الربيس في عبد الله بن جعفر باختلاف كبير، ونسبها الزبير في أنساب قريش والدارقطني في المؤتلف لأبي الربيس في عبد الله بن عمرو بن عثمان باختلاف يسير والله أعلم وأنشد لابن أحمر ع ساج بجرته ساكن يجتر في خفض ودعة ليس ناضحا أو سانية ليحمل غروب الماء لا يزعج للنفر فإذا اجتر وشحا فاه شق بازله أي بزل نابه وإذا سكن فإنه بكر من الإبل قوله هو يقور الوحش ع إنما يفعله الصائد يمشي على أطراف قدميه ليخفي مشيته. قوله ومنه قيره إذا ختله هذا لا يعرف ألبتة فلا أدري أأثبته أم أنكره، وأيا ما كان فإن قير ليس من قاره يقوره فان ذاك واوي وهذا يأتي والثفر للسباع بمنزلة الحياء للناقة. وقوله أي قبح الله الموضع الذي خرجت منه هذا محال من القول لا يتأتي حتى يلج الجمل في سم الخياط وكيف تخرج من ثفر نفسها. والتفرة ما ابتدأ من صغار النبات من جميع الشجر يرعاه الضأن وهي أقل من حظ الإبل وقوله في بيت الطرماح يصف ظبية إنما يصف أروية وقيل إجلاً من البقر. وقالوا في المشرة أنه ما لم يطل من العشب وقيل من ورق الشجر. ولم تعتلق بالمحاجن لم يخبطها الرعاة بمحاجنهم لأنها في أعالي الجبال قوله الطرمذة عربية هكذا روى عن ثعلب أنها من كلام أهل البادية ونقل ابن برى عن ابن خالويه: ليس الطرماذ والطرمذان بعربي وإنما هو من كلام العجم، وكذا قال ابن ظفر الصقلي، وحكم عبد اللطيف البغدادي بأنه فارسي. وقد رأيت له شاهدا آخر لعبيد الله بن عمرو القرشي
وكلهم وإن طرمذت فيه ... ستتركه وشيكا من يديكا
والطرماذ في الدرة عن يواقيت الزاهد وأنكر الطرمذان والمطرمذ. وضبطه ابن ظفر والمجد كشملال. وطرمذان الظاهر مت كلام القوم أنه فعللان بكسر الفاء واللام وبالنون في الأخر، وصحفه صاحب اللسان نفسه بطرمذار. ونقل الخفاجي عن الذيل للصاغاتي أنه بالفتح وأظنه وهما والشطر سلام طرماذ على طرماذ ع من خمسة أشطار معروفة