قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكثروا من الإستغفار فإن الاستغفار يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب وكما تأكل الشاة الخضر، وإن صحيفة المرء إذا عرج بها إلى السماء، ولم يكن فيها استغفار لم يكن بها نور، وإذا طلعت وفيها استغفار كان فيها نور يتلألأ، وإن لم يكن فيها الاستغفار يسير، وما جلس قوم بمجلس لغو ثم ختموه بالاستغفار إلا كتب لهم مجلسهم هذا إستغفار كله ". وقال عز وجل: " أيعجز ابن آدم أن يستغفر لي مائة مرة كل يوم فيغفر له كل يوم ألف ذنب ". ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة ". وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يقول: " إن الله تعالى وهب لكم ذنوبكم عند الاستغفار فمن استغفر بنية صادقة غفر له، ومن قال لا إله إلا الله رجح ميزانه، ومن صلى علي كنت شفيعه يوم القيامة ". قال الله تعالى في كتابه العظيم: (استغفروا ربكم إنه كان غفارا) وقال تعالى: (واستغفروا الله إن الله غفور رحيم) قال بعض العباد: عرضت علي ذنوبي في اليوم فما استغفرت الله منه محي وما لم أستغفر منه بقى. وقيل: إن إبليس - لعنه الله تعالى - يقول: زينت المعاصي جداً - أي لهذه الأمة - فقطعوا ظهري بالاستغفار، ولا تنحدر إليهم فتنة لا يستغفرون الله منها إلا فرق أهواءهم. وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: " أن إبليس قال لربه: وعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم. فقال له ربه: وعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني ". رواه الإمام أحمد.
انتهى بحمد الله وعونه وحسن توفيقه والله الموفق للصواب، وله الفضل والمنة والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين والحمد لله رب العالمين. وافق الفراغ من نسخ هذه النسخة المباركة يوم الخميس المبارك ثالث عشر شهر جمادى الأولى سنة 1167هـ على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. آمين.
على يد الفقير المعترف بالذنب والتقصير محمد بن حميد بن حجازي بن محمد الحاتم لقبا المشتولى الشافعي مذهبا الأحمدي طريقاً غفر الله له ولوالديه ولمن دعا له بالمغفرة وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
تم الكتاب.
تكاملت نعم السرور لصاحبه