وقال الشيخ شرف الدين البارزي مراد الرافعي به ذو الأوتار وهذا أعجب منه فقد قال الرافعي بعد ذلك: إن الضرب بالصفاقتين حرام ذكره الشيخ أبو محمد وغيره وتوقف الإمام. وهذا هو الصَّنْج العربي وعبر عن الصَّنْج في المذهب بالصِّلِّيل بكسر الصاد وتشديد اللام المكسورة. وأما المزمار العراقي: فهو الذي يضرب به مع الأوتار وهو بكسر الميم. وهو الذي صححه البغوي وأبن أبي عصرون وقال في الروضة: إنه الأصح وهي هذه الزمارة التي يقال لها: الشَّبابة. وقال ابن الصلاح: الخلاف في الدُّف الذي بالجلاجل ويباح في العرس والوليمة لحديث: " أعلنوا النكاح واجعلوه في المساجد واضربوا عليه بالدف ". والمتَّجَه أن يكون العقد في المسجد، وضرب الدف في غيره. ويباح في الختان لما روى ابن أبي شيبة عن عمر رضى الله عنه أنه كان إذا استمع إلى صوت الدُّف بحث، فإن كان في النكاح والختان سكت، وإن كان في غيرهما عمل بالدرة. وقد يراد بالجلاجل الحلق وغيرهما مما يعمل في المزاهر التي جرت العادة بالضرب بها. ومن المعازف " الكوبة " ويحرم ضرب " الكوبة " وهو طبل ضيق الوسط واسع طرفاه لما روى أبو أمامة وصححه ابن حِبان عن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله حرم الخمر والميسر والكُوبة " بضَمّ الكاف وسكون الواو. ومن الآلات: الصياصي وهو أربع خشبات طولهن فِتْر فما دونه يضعهن في أيديهن في كل يد ثنتان يطقطقون بعضهم في بعض. والنفير: بوق من صُفْر فيه يسمع له صوت. والقضيب: هو عيدان تتخذ من خشب الأبنوس طول كل واحد منهما ذراعان ونصف يضرب واحد بالآخر فيسمع لهما صوت. ومن الآلات القبز: وهو على هيئة العود والششتة إلا أن بطنه صغير جداً وعنقه طويل. ومن الآلات الشنطير يتخذ من خشب أيضاً مربع إلا أن أحد جهاته تطول عن باقيها أوتاره من صفر وهذه الآلات يحرم استعمالها وسماعها. وأما القينة: فالمراد بها الجارية التي تغني للرجال في مجلس الشراب وغيره، والتي لا تغني بل تتخذ للفاحشة سواء كانت بكراً أو ثيباً أو حرة أو أمة نسأل الله العافية.
" تنبيه " اعلم أن أنواع المعاصي وآلات اللهو من اللعب بها واستماعها واستعمالها مما ذكر وما سيذكر بعد، من أنواع القمار وتعاطي أنواع المسكرات مسقط لعدالة العدول، وترد به شهادة الزور. وهذا حالها في الدنيا مع ما تورث من الفقر والفاقة والسقوط من أعين الخلق، فكيف ما يسقط من عين الله وذلك عقوبة في الدنيا. هذا أن سلم من عطب أو ظلم ظالم فما يكون حاله في الآخرة إن لم يتب.
نسأل الله العافية والتوفيق لطريق السلامة.
روى عن علي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها العذاب " قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: " إذا كان المغنم دولا والأمانة مغنما، والزكاة مَغْرما، وأطاع الرجل زوجته، وعق أمه، وبر صديقه وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم مخافة شره، وشربت الخمور، ولبس الحرير، واتخذت القيان والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء أو خسفاً أو مسخاً " أعاذنا الله من ذلك.