وفيه أن السلطان الفاتح أمر المدرّسين بالثمان أن يجمعوا بين الكتب الستة من علم اللغة كـ"الصحاح" (?) و"التكملة" (?) وأمثال ذلك. وكان في ذلك العصر مولى يسمى بشجاع وملقب بأُوصلي (?)، وهي كلمة رومية ومعناها الحمار الضخم فاجتمع مع المولى لطفي في الحمام فقال له: كيف حالك مع اللغة؟ قال: أضع علامة الشك في كل سطر. فقال المولى لطفي: أنت أَشَكُّ مني وأراد معناه بالتركية (?)، وله رسالة لطيفة في شأن المولى أوصلي جمع فيها جميع ما يتعلق بالحمار من ضروب الأمثال وغيره بمناسبة اقتضاء الكلام.

من نوادر المضحكات: وذكر في هامش "الشقائق" أن المولى ركن الدين ابن زيرك قال في مجلس: ما ارتشيت في مدة قضائي وما كذبت مدة عمري وما عملت عمل قوم لوط فلما سمع ذلك منه وعنده شاب أمرد من غِلمانه، تَبَسَّمَ الشاب وضحك من حضر في مجلسه.

وفي "الضوء اللامع" للسخاوي في ترجمة الشيخ سراج الدين عمر بن علي الشهير بقارئ الهداية (?) أنه كان كثيراً [ما] يتوضأ على الفسقية بالبرقوقية ويضع عمامته إلى جانبه ليمسح على جميع رأسه خروجاً من الخلاف وربما نسي عمامته ويصلي بدونها وربما ذهب بدونها حتى تحمل إليه. انتهى.

وذكر النواجي (?) في "الغيث المنهمر" (?) أنه رأى شخصاً من أعيان القضاة الشافعية بالدِّيار المصرية أراق دماً بجبل عرفات فقال له: ما هذا؟ فقال: دم تمتع. فقال له: إنه غير مجزئ هنا. قال: ولم؟ قال: لأنه شَرْطُه أن يُذبح في الحرم. فقال-كالمنكر عليه هذا المكان العظيم ليس من الحرم؟ قال: نعم ولا يقدح هذا في شرفه. فقال: إذا لم تكن عرفات من الحرم فما بقي في الدنيا حرم. انتهى. ونحو هذا القاضي قاض آخر تأخر عنه كان يقصر المغرب، وروجع في ذلك فلم يرجع وأصرّ عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015