وفي "طبقات تقي الدين" قال أبو زكريا الخطيب التبريزي (?): كنا نقرأ اللغة على الحسن بن الدهَّان (?) يوماً وليس عليه سراويل وكان شديد الفقر، سيئ الحال، فانكشفت عورته، فقال له بعض من كان يقرأ عليه مُعَيباً: أيها الشيخ قُمُدَّك (?)، فتجمع ثم انكشف ثانياً فقال له ذلك الرجل: غُرْمُولَك (?)، فتجمع ثانياً ثم انكشف ثالثة، فقال أيضاً: [يا أيها الشيخ] عُجَارِمَك (?) فخجل الشيخ، وقال له: أيها المدبّر، ما تعلمتَ من اللغة إلا أسماء هذا المُزْدَرِبك (?). انتهى.
ومنه في ترجمة القاضي أبي القاسم علي بن محمد التَّنُوخي (?) يحكى أَنَّه كان من جملة القضاة الذين ينادمون الوزير المُهَلّبي ويجتمعون عنده في الأسبوع ليلتين على اطِّراح الحشمة والتبسط في الخلاعة، وهم: ابن قريعة (?) وابن معروف (?) والقاضي الكرخي (?)، [و] ما منهم إلا أبيض اللحية طويلها. وكذلك كان المهلّبي فإذا تكامل الأُنس وطاب المجلس وأخذ الطرب منهم مأخذه، وَهَبُوا أثواب الوقار للعُقَار (?) وتقلبوا في أعطاف العيش بين الخفة والطّيش ووضع في يد كل منهم طاسُ من ذهب [فيه ألف مثقال] مملوءاً شراباً [قطربلياً (?) أوعكبرياً] فيغمس لحيته فيه بل ينقعها حتى تتشرب أكثره ثم يرش بها بعضهم بعضاً ويرقصون بأجمعهم.