بطبل وضعه صاحبه وذهب فتحرك من حركة الفرس فنفر الفرس عنه وفرّ فحصل صوت عظيم حتى التفت السلطان إليه وضحك.

وله قصيدة مطلعها: لقد زاد الهوى في البعد بيني. أرسلها إلى السلطان محمد خان فعرضها على المولى الكوراني فاعترض عليه بأن (زاد) لازم لا يتعدّى فأمره السلطان أن يكتب على ظهر القصيدة وأرسله إليه طالباً للجواب فكتب تحت الاعتراض مجيباً قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} (?). ولما سمع [ذلك] تلميذه المولى محمد بن الحاج حسن قال: لو كتبتم قوله تعالى: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} (?) لكان حسناً أيضاً فاستحسنه.

ونقل في هامش "الشقائق" أن المولى حاج حسن زاده قد مرض فجيئ بطبيب وفتش (?) عن سِنِّه، فقال: أنا في سنِّ الستين لكن اصْنَعْ دواء التسعين للاحتياط فضحك الحاضرون.

وفي "الشقائق" أن المولى أم ولد (?) كان رجلاً صالحاً سليم الفطرة لا يهتدي إلى مدرسته بلا دليل. نقل المصنف عن والده أنه قال: كنا نقرأ يوما عند المولى علاء الدين العربي في إحدى الثمان فقام المولى في أثناء الدرس فنظرنا فإذا المولى المذكور قد دخل موضع الدرس، ولما عرف أنه غَيّر مدرسته رجع فضحك المولى العربي (?) وقال: لم يوجد دليل المولى عنده، فاشتبهت عليه مدرسته. روي أن السلطان محمد خان خرج من قسطنطينية لأجل الجهاد والعلماء معه والطبول تضرب خلفه. قال بعض العلماء: مالحكمة في أمر المؤمنين بالإيمان في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} (?) فقال السلطان محمد خان للمولى المذكور: أيها العجمي بَيِّن الحكمة فيه. قال: يجيب عنها هذه الطُّبول. فقال: ما هو؟ قال: الطبول تقول: دم دم، والمراد بقوله تعالى: {آمَنُوا} دوموا على الإيمان فأُعجب السلطان محمد خان بهذا الكلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015