- ومن ثمرتها زواج بلال بن رباح - رضي الله عنه - من هالة أخت عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -، حبشي أعتقه أبو بكر، بقريشية أخت رجل الأعمال - إن صحَّ التعبير.

- وفي صحيح البخاري أن أبا حذيفة بن عتبة زوجَّ هند ابنة أخيه الوليد لسالم - وهو من موالي امرأة من الأنصار.

- والحسين بن علي - رضي الله عنه - أعتق جارية وتزوجّها، وعندما عتب عليه معاوية ابن أبي سفيان، زواجه من أَمَةٍ كان يملكها.

أرسل إليه الحسين: أمّا بعد: فقد بلغني كتابك، وفيه تعييرك إيّاي، بأنني تزوّجت مولاتي، وتركت أكفائي من قريش ...

إنما كنت أملكها بيميني، خرجت من يدي بأمرٍ التمست فيه ثواب الله تعالى، ثم أرجعتها على سّنة نبيّه - صلى الله عليه وسلم - وقد رفع الله بالإسلام الخسيسة، ووضع به النقيصة. فلا لوم على امرئ مسلم إلا في مأثم، وإنما اللوم لوم الجاهلية.

وهكذا أثمرت تجربة النبي - صلى الله عليه وسلم - في زواج زينب من زيد. والأشياء بآثارها.

ثم انتشر الأمر بعد ذلك حتى أصبح في بيوت الأمراء.

فهارون الرشيد أمّه من الموالي. وغيره كثيرون.

وبعد:

إن الدعوة إلى الله - سبحانه - والرغبة في التغيير عند النبي - صلى الله عليه وسلم - لم نكتف بكلمات بليغة - من جوامع الكلم، ولا بخطب حماسيّة، ولا بفنون الشعر.

لقد كانت تجارب عملية. وسلوكاً واقعياً، دفع النبي - صلى الله عليه وسلم - وآل بيته فيها الثمن الغالي.

حتى نجح رجل واحد في علاج أمَّة كاملة، وتحويلها من {قَوْمًا لُدًّا} (97 سورة مريم) أي ألِدَّاء في العناد، إلى {خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} (110 سورة آل عمران)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015