ولو كان الزوج ممن نرضى خلقه ودينه الأمر صعبٌ عليهم،
وهم في مرحلة تحوّل.
هنا يأتي دور النبي - صلى الله عليه وسلم - في علاج الأمور الصعبة.
ويأتي دور آل بيته.
زينب بنت جحش. بنت السيدة أميمة بنت عبد المطلب.
فهي بنت عمّة النبي. شريفة نبويّة.
يكلّفها النبي - صلى الله عليه وسلم - بعملية فدائية صعبة
عليها أن تتزوج بأمر النبي زيد بن حارثة.
امتنعت في أوَّل الأمر، فتدخل ربّ العالمين.
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} (34 سورة الأحزاب)
واستجابت زينب. وعلمت أنّها مسألة تشريعية، أو عملية فدائية، تهون فيها كلّ الرغبات في سبيل الإسلام.
إن الجنديّ يقُدّم رقبته من أجل عقيدته.
ولكن إنسان يمكن أن يُرغم فرسه على الذهاب للبئر.
ولكنه لا يستطيع أن يرغمه على الشرب.
وإذا كانت مسألة زينب قد انتهت بالطلاق - كما علمنا، إلا أنّها أثمرت. نجحت مقاصد النبي - صلى الله عليه وسلم - في تحطيم العنصرية.
- فقد زوجّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أسامة بن زيد بن حارثة - من السيدة فاطمة بنت قيس الفهريّة ... وقد أبت في أوَّل الأمر، ثم استجابت. ووجدت في أسامة خيراً كثيراً.
- وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بني بياضة أن ينكحوا أبا هند، واسمه يسار.
فقال - صلى الله عليه وسلم - "من سرَّه أن ينظر إلى من صوّر الله الإيمان في قلبه فلينظر إلى أبي هند".
وقال لبني بياضه "أنكحوا أبا هند، وأنكحوا إليه".