العصمة مانعة من القدرة على فعل ما لا ينبغي.

إن يوسف - عليه السلام - امتنع وصرف الله همَّه، وهو قادر على غير ذلك. من هنا كان أُسوةً لكل عافٍّ إلى يوم القيامة.

* * *

أخلاقه - صلى الله عليه وسلم - دليل على نبوته

بعد أن عرفنا تصور العلامة مالك بن نبي لأخلاق النبوات.

نأتي إلى أخلاقه - صلى الله عليه وسلم - من جانب الاستدلال بها على صدق نبوته.

والحق أن أول من صاغ دليلاً عقليا على صدق نبوته - صلى الله عليه وسلم - هي السيدة خديجة - رضي الله عنها - وصاغت دليلها من أخلاقه - صلى الله عليه وسلم - قبل "اقرأ" فقد عاشرته قبل "اقرأ" خمسة عشر عاماً، وهي مدة - في الحياة الزوجية تعني إدراك الحقيقة - غالباً -.

واستدل أيضا بأخلاق النبي على نبوته "هرقل" عظيم الروم. -

كما جاء في حواره مع أبي سفيان بن حرب.

وإلى شيء من التفصيل.

* * *

* خديجة - رضي الله عنها - ومنهجها في الاستدلال

عندما عاد النبي - صلى الله عليه وسلم - من غار حراء بعد أن جاءه جبريل - عليه السلام - وقال: اقرأ ... القصة.

دخل على خديجة ترجف بوادره، فقال زمليني فزملته.

حتى ذهب عنه الروع، فقال: يا خديجة مالي؟ وأخبرها الخبر،

وقال: "لقد خشيت علىّ أو على نفسي فقالت: كلا.

فوالله لا يخزيك الله أبداً.

إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق."

طور بواسطة نورين ميديا © 2015