أن الأخلاق قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت أخلاقا مثالية فقط.

أخلاقا لم تراع الطاقة الإنسانية المحددة. وما فيها من متقابلات. كالخير والضر، والقوة والضعف، والشهوة والروح.

كانت الأخلاق - قبل الإسلام - أخلاقا ملائكية في سلوك بشري.

وأقرب الأنبياء إلى نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - هو أخوه المسيح - عليه السلام - من ناحية الزمن.

ودعوة المسيح الأخلاقية دعوة غارقة في المثالية، لتواجه الإغراق المادي عند اليهود.

كما يقول أستاذنا الدكتور يوسف القرضاوي.

الأخلاق التي دعا إليها المسيح لا يقوى المأمور بها على تنفيذها.

فهي مثالية تتوج مجالس الكرماء بالحديث عنها، تم تنفض المجالس، وتنتهي الأخلاق.

يقول السيد المسيح:

"أحبّوا أعداءكم، وباركوا لاعينكم، وصلُّوا من أجل الذين يسبونكم"..

ويقول: "إذا ضربك رجل على خدِّك الأيمن، فأدر له خدَّك الأيسر"

مثالية مطلقة، لا يقوى عليها المخاطبون بها، والأخلاق لم يشرعها الله - سبحانه - ليجعل منها وسيلة للعفو عمَّن ضربني فقط ... ولكن شرعها - سبحانه - لتعالج من أساء وضربني.

فليس كلّ الناس يُصلحهم أن أدير لهم الخدَّ الأيسر.

فهل العفو المطلق، وإدارة الخد الآخر، ستعالج من يعتدي على الناس؟

* فلنبحث معاً عن المتمم - صلى الله عليه وسلم - ودوره.

جاء الإسلام لينتقل بالأخلاق من المثالية المطلقة، إلى الواقعية المثالية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015