فقال له: يا أبا ذر إنك رجل ضعيف.

وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها. (مسلم)

إن يوسف - عليه السلام - لم يرشِّح نفسه لإدارة شئون المال. بنبوته، وتقواه. فقد شهد بإحسانه الجميع. ولكنه رشح نفسه لهذه المسئولية الكبيرة بحفظه وعلمه.

{قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} (سورة يوسف 55)

إنها مسئولية عظمى، وليست تشريفا، يُهدى لغير مستحق.

" مَا مِنْ رَجُلٍ يَلِي أَمْرَ عَشَرَةٍ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ إِلَّا أَتَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَغْلُولًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدُهُ إِلَى عُنُقِهِ فَكَّهُ بِرُّهُ أَوْ أَوْبَقَهُ إِثْمُهُ أَوَّلُهَا مَلَامَةٌ وَأَوْسَطُهَا نَدَامَةٌ وَآخِرُهَا خِزْيٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". (مسند أحمد عن أبي أمامة "21268"، وصحيح الألباني) .

ومازال النبي - صلى الله عليه وسلم - يحذر من الولاية مما جعل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لم يقبل أن يرشح أحداً من أولاده لهذه المسئولية من بعده.

كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يربي أمة على غسل اليدين قبل الأكل وبعده, وفي الوقت نفسه يربي أبا بكر - رضي الله عنه - فينمي فيه اللين الذي يتفق مع فطرته، وينُمّى فيه الحزم الذي لم تشهده الدنيا في حاكم بعده.

إن التاريخ لم يعرف رجلا فتح إحدى عشرة جبهة في وقت واحد كما فعل أبو بكر - رضي الله عنه - في حرب الردة - رضي الله عنه - والذين منعوا الزكاة.

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصنع رجلاً كعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو مدرسة للإمارة، شهد الغرب الصليبي له.

يا من رأى عمرا تكسوه بردته ... والزيت أدم له والكوخ مأواه

يهتز كسرى على كرسيِّه فرقا ... من بأسه وملوك الروم تخشاه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015