ذكرت طعامه وكيف كان يأكل. ملبسه، ونعله، حتى عدد الشعرات التي شابت في رأس النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وسبب اهتمام كتب الصحاح بهذه المسائل - في تصوري -
أولاً: أن تؤكد اهتمام الصحابة بتسجيل ونقل كل شيء من حياته - صلى الله عليه وسلم - إلى الناس.
ونقلها للأمور العادية يؤكد نقلها لأصول دعوته من باب أولى.
ثانياً: ما قد يكون في هذه الأمور العادية من تربية للنشء المسلم، وخصوصاً في مرحلة تكوين العادات عند الطفل. فالتعويد في هذه المرحلة يجعل السنة عادة، يأتيها المسلم بلا تكلُّف.
ثالثاً: تعرض صورة صادقة لحياة النبي - صلى الله عليه وسلم - العادية التي تطابق ما يدعو إليه من زهد في الطعام والملبس، وعدم الاغترار بها.
رابعاً: الأهم عندي أن ذكر هذه الشمائل وما فيها من أمور عادية يبين أول السُلَّم الذي عبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه إلى التسامي بالأمة. فقد بدأ بالدروس التي نُدَرَّسها اليوم لتلاميذ الحضانة، والسنوات التعليمية الأولى، ثم ترقّى بالأمّة إلى منهج إعداد القادة والأمراء.